كمال الرياحي يصفي حساباته مع بعض المثقفين

كمال الرياحي على رأس بيت تونس للرواية
لتصفية حسابات مع بعض المثقفين 

بقلم : الناصر التومي   

    لو كنت في موقع كمال الرياحي لراجعت نفسي واتعظت مما أثير حوله من انتقادات لإقصائه لبعض الروائيين، وخاصة التابعين لنادي القصة، لكنه من الصنف الذي يواصل الغي بالهروب إلى الأمام، وهو بذلك الصنيع يحفر نهايته بنفسه، لأن كل شيء غير ثابت بل متحول على الدوام، فلا الحكومات باقية، ولا الوزراء ولا حتى المدير المباشر له، ولن ينجيه إلا ملء مكانه بالأمانة الكاملة لوظيفة هذا البيت، وجمع شمل كافة التيارات الأدبية في بيت الرواية والروائيين، والتغاضي عمن انتقده يوما لسوء تصرف أو لنقيصة فيه، وكما قلت سابقا إن أردت أن تكبر مع هذا البيت يستوجب عليك دفن عيوبك داخلك.
  كان الأمل ألا أعود إلى هذا الأمر من قريب، لكن تفاجأت من ناشري استغرابه ىمن طلب بيت تونس للرواية لنسخة لكل رواية تم نشرها لكتاب تونسيين، ولعل هذا تم مع جل دور النشر وذلك لتأثيث مكتبة بيت تونس للرواية، على أن تقبل الروايات حسب القائمة المقدمة من بيت الرواية بالاعتماد على اسم الكاتب، وكانت مفاجأة الناشر أن تم  إقصاء روايات كاتبين هما الناصر التومي وعمر بن سالم المقيم بفرنسا، أي لا يكفي أن أقصى من أول تظاهرة  بيت تونس للرواية، بل حتى أعمالي التي بلغت سبع روايات غير مقبولة من قبل صاحب هذا البيت ويستضاف من له رواية واحدة فاشلة ولد وأنا روائي، ولعلنا علمنا سبب إقصاء الناصر التومي وطال تبيانها، لكن ما دخل الروائي عمر بن سالم الذي أقصي هو أيضا من دعوته لبيت الرواية بمناسبة افتتاحه مع عديد الروائيين الآخرين الذين ذكرتهم والذي سهوت عنهم. وجاءني الجواب من الناشر بأن عمر بن سالم حضر يوما لكمال الرياحي في ندوة ما، فانتقده لكونه لا يحسن استعمال حروف الجر، ومن ذلك اليوم وهو يحمل له ضغينة، ولعل السبب الأول لعداوته لنادي القصة هو تذمر الدكتور أحمد ممو رئيس النادي منه  لكثرة عثراته اللغوية أثناء تقديمه لأحد أعمال مسعودة أبو بكر الروائية بالنادي، ولم أرد ذكرها سابقا. وهذا ما بينته في أول رد له من أنه يتحامل على كل من ينتقد إما أدبه أو سلوكياته، ويثني ويستضيف كل من يمدحه.
   التطور الذي حصل أن الناشر هدد بأن يرفع الأمر لوزير الشؤون الثقافية جراء هذا الإقصاء فتم التراجع عن ذلك، ليس من قبل كمال الرياحي بل من إدارة الآداب التابعة لوزارة الشؤون الثقافية.
وهنا لا بد من التعريج على أن  مدير مدينة الثقافة، السيد محمد الهادي الجويني والذي في الواقع كان خير مندوب ثقافي لمدينة تونس، يستقبلنا بكل حفاوة في مكتبه، ويقتني منا أعمالنا، والذي كان المرشح الأوحد لكمال الرياحي سواء كمدير لدار الثقافة بابن خلدون، أو لإدارة ندوة الربيع العربي بعيون الروائيين الذي نظمته المندوبية الجهوية للثقافة بتونس، أو لبيت تونس للرواية حاليا، فكان الأفضل للسيد محمد الهادي الجويني أن (يزقق فرخه) دروسا في التعامل مع الساحة الثقافية ورموزها، بكل حيادية، لكن مع الأسف فالجهوية التي ترلابطهما ببعضهما تركته يرتع على هواه، واضعا شخصه وعقده وضغائنه كميزان لإدارة هذه الفضاءات، وهذا لن يصل به إلى بر الأمان، ولن يستطيع محمد الهادي الجويني إسناده طويلا، فرياح التغيير لا يؤتمن جانبها، ولن ينفعه إلا الروائيون أنفسهم ما أنصفهم، وفتح لهم الآفاق، وفرص اللقاء بزملائهم أو مع محبي الأدب، مع ملاحظة أن هذا البيت لن يصنع روائيين بل الروائيون هم الذين يصنعون هذا البيت ويؤثثونه ويبقون شعلته سواء بأعمالهم الروائية أو بحضور فعالياته، ولا يغرّنه صمت الأغلبية المحزن والمؤسف على إقصائه لبعضهم، فذلك السلوك جاء ليتجنبوا ردة فعله ويضمنون استضافتهم في بيت الرواية، وليعلم فمتى سقط فلن يقف معه أحد مثلما كان الشأن معي طيلة حياتي ما صادقتهم إلا بالأمانة وفي الآخر من أجل طلة في بيت الرواية صمتوا ـ والصامت شيطان أخرس ـ.
وكمال الرياحي يكذب جهارا نهارا ولا يستحي حتى والشهود لا يزالون يسعون بين ظهرانينا، فقد ذكر في تغريداته أن برنامجه الثقافي قد أزيل من قبل النهضة، والحقيقة أن إدارة التلفزة هي التي أغلقته لأن نسبة المشاهدين تدحرجت إلى الثلاثة مائة مشاهد لا غير.
ليهنأ كمال الرياحي أنا على مبدئي منذ عقود لن أدخل فضاء أو منوعة أو برنامجا ثقافيا أو إعلاميا أقصيت منه ظلما وأنا أهل له، فلن أدخل بيت تونس للرواية ما دام هو على رأس إدارتها ولو بأمر جمهوري حتى لا يحرج بعيوبه في.

تعليقات