ولاد الناس مسلسل يطمح إلى رأب الصدع بين الفرقاء الليبيين

الفنان المخرج والسيناريست والممثل الليبي القدير الاستاذ أيمن الأمين الشعتاني زار هذه الأيام تونس فالتقيناه لمحاورته بعد أن تم بث مسلسله الرمضاني الأخير  الموسوم ب" ولاد الناس " 3 
هذا المسلسل الذي طرح موضوع المصالحة بين اشتات الليبيين في الداخل والخارج إثر ثورة 17 فبراير

التقاه : محمد المي

س : الاستاذ أيمن تجمع بين صفة المخرج وكاتب السيناريو والممثل في آن واحد هل تعتقد أن هذا الجمع له غاية فنية ؟

ج : درست في قسم التصميم والزخرفة في كلية الفنون والإعلام في طرابلس  وهو ماجعلني أؤمن بالفكرة وهي الشعلة التي أهتدي بها إذ وجدت في نفسي استعدادات دفعتني إلى المواصلة .
أنا متعدد المواهب ولا أرى نفسي قادرا على أن تستوعبني موهبة واحدة تستطيع أن تستنزف طاقتي الإبداعية المتجددة لذلك أنا جسم موزع في أرواح متعددة.

س : طالت الفرقة بين الفرقاء الليبيين ولم توحد بينهم المصالح المادية هل يقدر الفن على رأب الصدع؟

ج : بالنسبة إلى مشكلة ليبيا وهي قلة الوعي بالهوية اليبية وحب الوطن فضلا عن ضرورة التعايش معا رغم الاختلاف في الآراء والتوجهات وهنا يكمن دور الفن   لإبراز الوجه الجميل للوطن وإمكانية التعايش بين أبناء الوطن الواحد فكما لاحظت في المسلسل الفرقة داخل العائلة الواحدة بين الشقيق وشقيقه
العائلة صورة مصغرة عن وضع الوطن وهذا يستوجب منا كفنانين ومبدعين إلقاء الضوء ووضع الإصبع على موطن الداء دون الموالاة لجهة معينة أو توجه فلا ولاء إلا الوطن وإذا ماعرفنا الداء حتما سنعرف الدواء.

س : هل نعتبر أن القبول ببث هذا المسلسل في وقت حساس ونسبة المشاهدة مرتفعة هو دليل على استعداد الفرقاء الليبيين لتجاوز الوضع السلبي الذي تعيشه البلاد؟

ج : بعد سبع سنوات مما يسمى بالربيع العربي أدرك الليبيون حجم المشكلة وأصبحت المبادرة للتجاوز ومد اليد للخصم ضرورية قصد تذويب الجليد القائم بين الاخوة  فكان المسلسل فرصة للكشف عن المعارضين للتجاوز وطي صفحة الماضي لأن ليبيا بالجميع وللجميع ولا خيار لنا غير هذا

س : كيف كانت ردود الصحافة والمتابعين للمسلسل؟

ج : لقد كانت ردو د الفعل إيجابية جدا حيث تمكنا من طرح قضايا اجتماعية وسياسية تعالج الراهن وتطرح البدائل الممكنة الشيء الذي جعل العديد من الليبيين يجدون أنفسهم في المسلسل ويشعرون بارتياح نظرا لأن المسلسل مس الجميع إلى درجة أن السفير الإيطالي في ليبيا كتب تغريدة في صفحته على موقع تويتر قال فيها:
عندما يكون الاقتتال بين أخوة فالمعركة خاسرة لا محالة لأنها دمار للذات فقط لا يمكن احتكار المستقبل فهو ملك للجميع
وقد قام بالمشاركة لفيديو إحدى الحلقات على صفحته الخاصة

س : المسلسل خطاب موجه للداخل إلا تفكر في إنتاج مسلسل من هذا النوع في الخارج سواء في تونس أو مصر حتى تصل الرسالة للجميع؟

ج : اكيد البداية يجب أن تكون اولا من الداخل حتى يتم تعميم القناعة والتفاعل الإيجابي لأن الحل لا يمكن أن يكون إلا من داخل ليبيا ومن طرف الليبيين لاغير المسألة ليبية بحتة. 
لكن هذا لا يمنع من التواصل والتبادل الثقافي مع الأشقاء والأقطار المجاورة  ولم لا العالمية ؟

س : هل لك ماتضيف؟ 

ج : بالنسبة إلى الأعمال الجديدة فإنني احاول الاتصال بشركات إنتاج أو قنوات أجنبية لتبني عمل درامي ضخم يسعى إلى الإشعاع خارج الحدود لغاية إبراز الطاقات الليبية والموروث الثقافي الليبي الذي يجهله العديد ممن لم يعرفوا عن ليبيا تاريخها وحضارتها وكنوزها المغمورة
ليبيا لها تاريخ عريق وماض مجيد وتزخر بأعلام ومنارات فكرية كانت تقود العالم وهو دورنا اليوم نحن أبناءها لتعريف العالم بليبيا التي يجهلونها
اتمنى التعامل مع كفاءات تونسية بحكم ماوصلت إليه تونس في المجلات الفنية المختلفة وهذا صوتي أبلغه من خلال منبر كم هذا مادا يدي للتعاون والتفاعل المثمر والايجابي

تعليقات