في معنى التعايش الافتراضي

بقلم : محمد المي

كتب جان جاك روسو كتابا عنوانه : " في العقد الاجتماعي " وهو كتاب يفسر طبيعة العلاقة الممكنة بين أفراد المجتمع الواحد ويفترض تعاقدا بين الأفراد يلزم واجبات الأفراد وحقوقهم  تجاه بعضهم البعض وما ينجر عن الخروج أو الحياد عن الحقوق والواجبات.

كان ذلك في بداية تكون الدولة الحديثة التي فصل فيها هيجل القول وغيرهما من الفلاسفة الذين اهتموا بما يعبر اليوم عنه بالفلسفة السياسية .

يبدو أننا اليوم في حاجة إلى عقد افتراضي قياسا على العقد الاجتماعي الذي ينظم العلاقات بين الفايسبوكيين ذلك أن الفايسبوك _ أدام الله وجوده المجاني _ قد كان له الفضل في تيسير التواصل بين الناس ودمج العامة مع الخاصة مع خاصة الخاصة وسهل تطفل  الرعاع وسقط المتاع والدهماء على خلق الله .

بل جرأ الجبناء على الشجعان فظهر العديد من الصنف الأول بأسمائهم الصريحة والمعلنة واختفى بعضهم وراء أسماء مستعارة ووضعوا مكان صورهم صورا للكلاب والقطط والجرذان ...الخ وانطلقوا في تصريف عقدهم النفسية والتفريج عن مكبوتاتهم البهيمية وبعضهم يكتب الكلام النابي الذي يدل على مستواه الهابط ويجد من يؤيد سماجته ويزين سفاهته ويدعم انحطاطه فيزداد السافل سفالة .

الحق أن مجابهة هذا من أيسر الأمور خصوصا باستعمال تقنية "البلوكاج " وعدم السماح للأوباش من خلق الله بالتطفل على الاصفياء ممن لا يفهمون معنى التعايش.

شخصيا لا ولن اسمح لأي شخص أن يكتب على جداري الافتراضي كلاما لا يروقني أو يشتم فيه صديقي لأني نشرت له رأيا وللتوضيح لاصدقائي فإني أنشر في الوقائع مايتفق مع رأيي وما لا يتفق مع تصوراتي وأفكاري لايماني بحرية التعبير وهذا لا يعني أنني اسمح لمن يشتم أو يسب أو يتهم شخصا على جداري الافتراضي وكل من يخترق هذا العقد فأني لن اتأخر في حذفه وإخراجه من دائرتي التي لا يدخلها إلا من أوافق على وجوده بشروطي.  ولا ألزم أحدا بمتابعتي ومصادقتي ذلك أن لي قناعة أن قلة من المحبين والاصفياء والمخلصين أفضل من آلاف المنافقين والمتربصين والجواسيس والمرضى. ..الخ فمن يطلب صداقتي عليه المصادقة اولا على عقدي الافتراضي وأرض الله أرحب

تعليقات