شكرا لمؤسسة الأرشيف الوطني التونسي

بقلم : محمد المي

فوجئت اليوم بمكالمة هاتفية من الدكتور المؤرخ الهادي جلاب وقد كنت في طريق العودة بعد ساعات من العمل قضيتها بحثا وتنقيبا في مؤسسة الأرشيف الوطني بتونس العاصمة.
فحوى المكالمة :
عتاب خفيف على عدم المرور على مكتبه لشرب قهوة معه
وتوضيح لاستفسار توجهت به إليه عندما لم أعثر على طلبي

والحق أن هذا السلوك يدل على أخلاق صاحبه فهو ليس مجرد مدير عام على مؤسسة وطنية وإنما هو قبل هذا وذاك مؤرخ وباحث يتمتع بأخلاق العلماء. يعرف معنى البحث ومعنى غياب الوثيقة وأهميتها وتعب الباحثين ومعاناتهم.
كان بإمكانه تكليف عون للتحري وتنتهي المسألة ويعتبر بذلك قد قام بواجبه كاداري. وربما يجيني بمراسلة تسجل في الصادرات والواردات.

لكن المؤرخ الدكتور الهادي جلاب اثر مهاتفتي لافهامي سبب عدم وجود الوثيقة اولا وقد أقنعني . بل كان لزاما علي أن اقتنع نتيجة سلوكه الكيس ومعاملته الراقية.

أريد أن اشكره على صنيعة لاني هذه الأيام أتردد على المركز الوطني للتوثيق في مقره الجديد بنهج عبد الرزاق الشرايبي - ولا اعرف متى يستقر هذا المركز
في مقر معين - ؟
الخدمات في المركز الوطني للتوثيق إذا قورنت بالأرشيف الوطني  متردية للغاية فقاعة المطالعة صغيرة وضيقة وفيها ضجيج يتنافى وتقاليد المطالعة والبحث. فضلا عن انعدام وجود ما تطلب تقريبا؛  الصدفة وحدها تسعفك بما تطلب فأغلب الجرائد ممزقة ومهترئة وغير قابلة للتصوير وإذا طلبت وثيقة وظفرت بتصويرها عليك خلاص ثمنها اولا وإذا أردت دفع ثمن التصوير قد لا تجد موظف المالية وإذا وجدت الموظف لم تجد المصور وإذا وجدت المصور لاتجد الورق. ..الخ .

هذا حال مؤسسات الدولة علما وان كليهما يتبع بالنظر رئاسة الحكومة؟ لهذا أردت شكر من يستحق الشكر فأنا أعرف الأرشيف منذ كان على رأسه منصف الفخفاخ واعرف المركز الوطني للتوثيق منذ نهاية الثمانينات المركز الأول يتطور ويسدي خدمات والثاني يتراجع بشكل لافت للأسف. 

تعليقات