هل يتوقف موسم أصيلة؟

بقلم : محمد المي

أعلن وزير الخارجية المغربي  الأسبق محمد بنعيسى والرئيس الحالي لموسم أصيلة الثقافي عن إمكانية توقف الموسم الثقافي لمهرجان أصيلة بسبب تراجع الإمكانيات المالية

هذا الخبر المؤسف - طبعا - لإمكانية توقف أحد أهم واعرق المهرجانات الثقافية في الوطن العربي يبعث على القلق إذ يؤكد أن الحكام العرب لا يكترثون لحال الثقافة ولا تمثل الثقافة بالنسبة إليهم إلا الهرج والتهريج فكم يكلف مهرجان موازين الدولة المغربية؟  وبالمقابل كم يكلفها مهرجان أصيلة؟  

تبدو المقارنة مضحكة واعتباطية في الآن نفسه فموازين يكلف الدولة مايكلفها رغم أنه مجرد مهرجان صيفي لا يختلف عن مهرجان قرطاج الدولي أو جرش في حين أن أصيلة تمثل الثقافة الجادة والأصيلة ومنها مر البيرتو مورافيا والطيب صالح ومحمود درويش وادونيس ومحمد شكري والطاهر بن جلون وحنا مينة. ..وغيرهم من كبار المثقفين العرب ومن مختلف بقاع العالم وعرفت أصيلة بمهرجانها التشكيلي الذي يعنى بفن الشارع حتى انك تنبهر بجمال المدينة ونظافتها وحرص سكانها عليها بل تشعر أن الثقافة ضمن منظومة العيش اليومي للسكان.

أصيلة القرية التي تتوسد المحيط الاطلنطي وتفتح مطاعمها واسواقها ومختلف فضاءاتها لزوارها بل باتت توقا لكل مثقف يريد أن يعرف عنها من كثرة ما سمع عنها .

لقد كتبت السنة الفارطة -  تقريبا في مثل هذا الوقت - منتقدا مهرجاني أصيلة المغربي والمحرس التونسي ونبهت إلى الأخطاء التي يمر بها كل مهرجان وطبعا لم يعجب كلامي أحدا - والحق أني عندما أكتب لا أبحث عن معجبين - فقط اقول الحقيقة حتى أن أوجعت.

قلت ان مهرجان أصيلة حاد عن مساره بعد انصراف محمد المليحي عنه وحوله محمد بنعيسى إلى مهرجان سياسي أو لنقل طغى فيه السياسي على الثقافي وفن الشارع الذي عرف به أصبح على الهامش يعج بالهواة والمبتدئين أكثر من النجوم والأسماء ذات الشأن بل لا أحد يكترث لما يزينون ويلونون ويرسمون (هم في شغل فاكهون) حتى جائزة محمد زفزاف التي تحصل عليها الأديب المغربي أحمد المديني فقد كنت أعلم إمكانية حصوله عليها منذ تحصل عليها حسونة المصباحي فقد كان غاضبا ومحتجا في صمت على فوز حسونة بها وسعيا لارضائه واسكاته وهبت له هذه الدورة .؟

طبعا هو يستحقها ولكن ان توهب لكل محتج فإن ذلك ينقص من مصداقية الجائزة ويؤكد إمكانية السقوط في تلبية الرغبات وتطبيب الخواطر وبالتالي نصل إلى الزبونية التي تقتل الفعل الثقافي.

هذه بعض أوجاع أصيلة ومهرجانها العريق الذي لا نريد له التوقف كما لا نريد له الاستمرار على ماهو عليه إذ لا بد من وقفة حازمة ترجع للثفافي مكانته ولم لا التوقف في المرة القادمة لتكون وقفة التأمل والمراجعة والمحاسبة واستطلاع رأي كل الذين شاركوا في الدورات السابقة وسبر آرائهم والانثصات إليهم عبر استمارات توزع عليهم إلكترونيا لتقديم مقترحات عملية في كيفية تطوير موسم أصيلة وارجاعه إلى قيادة القاطرة.

أهالي أصيلة يرددون : أصيلة صغيرة ومحاينها كبيرة ولعل مايمر به موسمها مجرد محنة عابرة تدعو جميع من أحب الموسم والمدينة وناله كرم أهالي الزلاوشيين أن يقف اليوم مدافعا عن موسم أصيلة ويطالب باستمراره كمكسب من مكاسب الثقافة العربية لأن محمد بنعيسى لن يدوم ولكن أصيلة هي الدائمة

تعليقات