عودة الحياة إلى دار الثقافة ابن خلدون وبعد؟

بقلم : محمد المي

مما يحسب للوزير الحالي الدكتور محمد زين العابدين إلى جانب الإنجاز التاريخي بفتح مدينة الثقافة هو إعادة الروح لفضاءات تاريخية اهترأت بنيتها التحتية وتداعت جدرانها حتى كادت تسقط على من فيها وتسبب كوارث بشرية.
من هذه الفضاءات نذكر دار الثقافة ابن خلدون تلك الدار الزاخرة بتاريخها الثقافي والأسماء التي مرت منها في عصرها الذهبي الذي توقف بذهاب عبد القادر القليبي وعرف أوجه مع سمير العيادي حيث كانت تصدر مجلة " ثقافة " التي أوقفها الشاذلي القليبي جراء اقصوصة نشرها أحمد حاذق العرف احتوت على كلمات نابية.

لدار الثقافة ابن خلدون خصوصية لا تتمتع بها بقية دور الثقافة إذ تحتوي على

مطعم
ومشربة
وفي وقت من الأوقات كانت تبيع روادها المشروبات الكحولية
وفيها مكان إقامة لضيوف الدار
فضلا عن كونها محاطة بمقاهي وخمارات ومطاعم وأشهر لاعبي القمار والمراهنة على الخيول يستقرون على ضفافها رغم وجود منطقة الأمن الوطني على مقربة مائة متر منها ورغم كل هذا فإن لدار الثقافة ابن خلدون خصوصيتها ولذلك كان يتم اختيار شخصية ثقافية لتسيير دواليبها وماعدى نبيلة بن قياس وهدى بوريال فإنه لم تتولاها امرأة نظرا لطبيعة الموقع عكس نادي الطاهر الحداد الذي يعتبر مديره رجلا هو الاستثناء؛  هي ليست قوانين ولكنها كالعرف أو العادة.
في سنواتها الأخيرة شهدت دار الثقافة ابن خلدون تراجعا في برامجها وأنشطتها وركودا مهولا حتى صارت قفرا ربما بسبب عدم توفر الإمكانيات المالية بفضل جريمة عزالدين بالشاوش الذي قام بحل اللجان الثقافية وتعطيل سير العمل الثقافي وربما جراء عدم اختيار مديرين في حجم الدار وتاريخها حتى أصبحت مجموعة دكاكين لجمعيات تستحوذ على مقرات ولا أنشطة لها ؟

ها قد عادت ...

بمنظر جديد وبنية تحتية أفضل ومديرة مجتهدة وقيدومة نعرف حماسها واستعدادها لخلق حركية إبداعية تكره الإدارة وتحب النشاط الثقافي حتى عندما حازت على ترقية إدارية أصرت على أن تواصل العمل في صلب مؤسسات الثقافة وهي الصديقة بختة الوسلاتي.

طبعا نرجو أن يعود للدار ألقها واشعاعها الذي لا يكون إلا بأنشطة ضخمة ونوعية وبرمجة تليق باسم الدار وتاريخها خصوصا في ظل منافسة مدينة الثقافة التي تشرئب الأعناق إليها وهنا يأتي الرهان الحق على قدرة الاستقطاب وتحويل الوجهة الذي لا يكون إلا بأنشطة كبرى وخارقة للعادة

نرجو التوفيق للمديرة الجديدة ونكرر الشكر للوزير الذي أعاد الحياة لهذا المعقل التاريخي 

تعليقات