رسالة ثانية وأخيرة إلى السيد وزير الشؤون الثقافية

رسالة ثانية وأخيرة إلى السيد وزير الشؤون الثقافية
                     قبل رفع دعوى قضائية في كمال الرياحي

بقلم : الناصر الومي

  سيدي الوزير أرفع إليكم شكوى ثانية وأخيرة في رئيس بيت تونس للرواية الذي عوض أن يعدل أوتاره ويصلح من قناعاته ويسلك الحيادية في إدارة هذا البيت، يواصل سياسة الهروب إلى الأمام، واعتماد تجاهل القامات التونسية في الرواية، وإقصائهم، والكيد لهم لأحقاد من تأليفه.
لقد انتقدنا في مقالات سابقة اعتراضنا على سياسة الإقصاء التي ينتهجها كمال الرياحي والمبنية على تصفية حسابات مع بعض الكتاب الذين انتقدوه منذ يوم ظهوره بالساحة، وأتكلم عن شخصي  فلم أجلس معه ولو مرة واحدة في حياتي وكل الأمر أنه ناصر مديرة المركز الثقافي بالوردية في برنامج إذاعي التي أرادت أن تفتك منا جزءا من الفضاء، واستقوت علينا برابطات حماية الثورة العصا الغليظة للنهضة ووقفت في وجوههم ومنعتهم وقد دار في ذلك اليوم فيدجيو بالصوت والصورة لما حدث من قبل رابطات حماية الثورة، وتحدّت المديرة حتى وزير الثقافة يومئذ فأحالها على التحقيق لسوء تصرفها في الفضاء وسجنت، ولما دافعنا عن أنفسنا منها ومنه في الصحافة جن جنونه فناصبنا العداء الأزلي. وكان أصل العداء أنه قدم عملا روائيا لمسعودة أبو بكر في رحاب نادي القصة فأنكر عليه رئيس النادي عثراته اللغوية فكان أن تجاهل جماعة نادي القصة طيلة امتداد برامجه الإذاعية والتلفزية، ولما عين مديرا لبيت الرواية باركنا ذلك وقلنا ربما يكبر مع هذا البيت، لكنه تمادى في غيه وإقصائه لنا أعضاء نادي القصة مع عديد الكتاب الأكثر غزارة والذين كتبوا الرواية قبل حتى أن يولد هو، مثل عمر بن سالم ، محمد مختار جنات ، محمد الهادي بن صالح، ابراهيم الدرغوثي ورشيدة الشارني وحفيظة قارة بيبان وعمر السعيدي والناصر التومي ويوسف عبد العاطي وعباس سليمان وغيرهم كثير.
ولم أنتقده إلا في إشكالية الإقصاء، لكنه لما لم يجد ما يبرره للساحة الثقافية أصبح يدور ويلف ويلقى التهم جزافا في شخصي وهو لم يجلس معي يوما، فاتهمني في الصريح نيوزفي شخصي بالآتي:
ـ( كاتب تقارير في رجال الثقافة لفائدة وزارة الداخلية)، بينما الساحة الثقافية تعلم استقامتي ونزاهتي ولن يصدقه أحد إلا  بعض المثقفين الجدد أو الفايسكوبيين الذي لا يعرفونني و قد يقنعهم بأقواله فيحملون عني فكرة خاطئة، وهذا تشهير بتهم دون دليل يعاقب عليه القانون، وقد أقحم عائلتي في اتهامه بالحرف الواحد ـ( مازلت مستغربا، هل لك عائلة؟ كيف سترفع عينيك في عيونهم وأنت مثقل بكل هذه التقارير) ـ. علما أن عائلتي تفتخر بي ولن ينطلي عليها هذا التهجم القذر.
ـ( تكفيري متطرف)، بينما أنا متدين منذ أكثر من أربعين سنة والجميع يعلمون ذلك، ولو كنت كما يدعي فكيف أبقى في سلك الأمن حتى الإحالة على التقاعد العادي، وتحتضنني الساحة الثقافية، وهذا اتهام خطير لن يمر بسهولة دون دليل.
ـ عميد المخربين بنادي القصة، بينما استطعت في ظرف سبع سنوات فقط ضخ أكثر من خمسين ألف دينار من دعم خارجي من المؤسسات الخاصة وهذا لم يحدث طيلة مسيرة النادي التي بلغت ستين سنة.
  ولعلي كنت ولا أزال حسن النية واعتبرت شخصية الرياحي يمكن أن يصلح حالها بالنقد البناء، لكن ما راعني إلا ويعطي أمرا باقتناء نسخة من كل رواية تونسية لتأثيث بيت الرواية ولا يضع اسمي واسم عمر بن سالم، فإقصائي علمناه أما إقصاء عمر بن سالم فما سببه والحقيقة أنه يحمل عليه حقدا لكونه لا حظ له أنه لا يحسن استعمال حروف الجر في إحدى الملتقيات الأدبية.
لذلك سيدي الوزير فنظرا أن الرياحي لا يرعوي ويستعمل كل الوسائل القذرة لإقصاء بعضنا ممن لا يستسيغهم لمرض في نفسه، وخاصة في تسيير بيت الرواية الذي هو بيت كل الروائيين التونسيين وما هو إلا أمين عليه أحب أم كره وليس فضاء خاصا بنزواته، فإني قد تضررت من اتهاماته الصبيانية لي كأديب  والمتمثلة في : 1)كاتب للتقارير في الساحة الثقافية، 2)متطرف تكفيري، 3)عميد المخربين.
لذا سيدي وحيث أن كمال الرياحي مسني في شخصي ومعتقدي ونزاهتي، فسأرفع عليه دعوى قضائية يثبت فيها دعواه بالحجج وإلا سأطالبه بالتعويض المادي لجبر الضرر تقيّمه العدالة.
أعلمتكم سيدي الوزير بهذا لتعلموا أننا لن نتجاوزك فأنت وزيرنا والأمر موكول لك في تأمين الثقافة للجميع.

تعليقات