الطريقة المثلى لمجابهة الإخوان المسلمين والإسلام السياسي

بقلم / الناصر التومي
الدكتور محمود الرضواني صاحب قناة البصيرة أعدا أعداء الإخوان المسلمين، وهو المصل الوحيد لاستئصالهم من الأمة لمدة أكثر من ثلاثين سنة كنت ممن يميلون إلى فكر الاتجاه الإسلامي حركة النهضة حاليا، أحد أجنحة جماعة الإخوان المسلمين، إلى أن قامت الثورة فباركناها.
لكن إثر الثورة فوجئت بقناة البصيرة تتفرد وحدها من ضمن القنوات الدينية العديدة بشرح فكر الإخوان، والصوفية والشيعة والعلمانيين شرحا شرعيا من الكتاب والسنة وبالدليل، وكان صاحبها الدكتور محمود عبد الرازق الرضواني المتخرج من جامعة المدينة المنورة، والمتحصل على الماجستير والدكتوراه في التصوف، قد أعد على مر السنوات دروسا في أصول العقيدة مسجلة في المساجد كمحاضرات عرضت في عديد القنوات المصرية، ولما أغلقت في وجهه القنوات التي كان يظهر فيها وتعرض فيها محاضراته جراء نقده للإخوان بعث قناته الخاصة البصيرة 1 و2 عرض باستمرار تلك المحاضرات لمدة أكثر من خمس سنوات ولا تزال إلى الآن، فمن خلالها يتعلم المشاهد دينه على عقيدة أهل السنة والجماعة فهم سلف الأمة من الصحابة والتابعين وتابع التابعين و الأئمة الأربعة، أبو حنيفة وابن حنبل والشافعي ومالك، ومن الخلف ابن تيمية وابن الجوزية. وضمن محاضراته هذه ينقي ما شاب لدى البعض من معتقدات خاطئة للخوارج، والمعتزلة، والأشاعرة، وغلاة الصوفية، والشيعة وكل ذلك بالدليل الصحيح من القرآن والسنة. ولكن ما يعنينا في مقالنا هذا هو تعاطيه لفكر الإخوان المسلمين خوارج العصر كما يسميهم، فهو عدوهم اللدود، فقد أظهر بالدليل في اللقاءات المباشرة أنهم فعلا خوارج العصر، من بعث حسن البنا الهالك والمخابرات الإنقليزية، حيث يعتمد فكر البنا على:
ـ اعتبار أن الحكومات الإسلامية والعربية وجيوشها وأمنها وشعوبها كافرة وجب محاربتهم والمسلمون فقط هم من ينتمون إلى الإخوان. ـ تكويونه لدولة خفية داخل دولة ظاهرة أي حكومة والعمل ولو على المدى الطويل على تقويضها وافتكاك السلطة منها. ـ في سبيل تحقيق ذلك لا يهم كيف تتم هيمنة الإخوان بالمكيدة والفساد والقتل والإستقواء بكل وسيلة بالتقارب مع:
 1) الشيعة والدليل ما إن ترأس مرسي حتى هرول رئيس إيران إلى مصر محمود أحمدي نجاد في زيارة الأولى منذ أكثر من ثلاثين سنة، وكان مبارك يرفض ذلك التقارب طيلة رئاسته للبلاد، ولما دخل الأزهر الشريف رفع إصبعيه علامة النصر وهي دليل أن الدولة العبيدية التي بعثت الأزهر منذ أكثر من ألف سنة وأطردها صلاح الدين الأيوبي ستعود إلى مصر. ويتقارب الإخوان مع الشيعة للتحالف ضد أهل السنة، بينما الشيعة يكفرون الصحابة، ويتهمون أمنا عائشة بالزنا وقد برأها الله طي قرآنه، ويهدد أئمة الشيعة على المنابر والقنوات التلفزيونية بين الحين والآخر باكتساح الخليج العربي وقتل السنة و أخضاعه لسيطرتهم.
2) التقارب مع الصوفية بضلالاتهم وبدعهم في زيارة القبور والأضرحة وطلب الغوث من أصحابها وجمع الأموال من الناس البسطاء باستغفالهم، وبث الاستكانة في الشعوب والخمول الشيء الذي تفطن إليه الغرب فدعمهم بالأموال الطائلة وجعل لهم المراكز الثقافية ونظم لهم التظاهرات في أوروبا وأمريكا بعدما أيقن أن أحسن من يفسد ديننا هم الصوفية، فهل الغرب يحب رسول الله فما بالك بمدحه، أما الإخوان فتقاربهم من الصوفية لما يتسم به أغلبهم من جهل بالدين وغباء،فهم أحسن من يمكن التغرير بهم فإذا لم ينفعوك لن يكونوا ضدك.
 3) الإرتماء في حضن أمريكا لترفعهم لسدة الحكم كما خطط حسن البنا، لذلك احتضنتهم أوروبا عقودا وآوتهم وأعطتهم اللجوء السياسي وعلمت أبناءهم وشحنتهم ضد دولهم بذريعة الحرية والديموقراطية والكرامة، وخططت للربيع العربي، ولما جاءت الفرصة ( الربيع العربي) دفعت بهم إلى السطح لأنها تعلم أنهم ليسوا أعداءها بل طلبة نفوذ لا غير فهم من سيخربون بلدانهم وتكون لقمة سائغة للهيمنة على العالم العربي والإسلامي لنهب ثرواته وحتى يمنع الشعوب من وهم الوحدة، وأكبر شهادة ما فعلوه في الجزائر من مذابح طيلة عشرية التسعينات، والآن ليبيا وسوريا واليمن ومصر وتونس.
 4) إخفاؤهم عن الشعوب الإسلامية لأكثر من مائة حديث لرسول الله في تحريم الخروج على الحكام طيلة تسعين سنة من يوم ظهور حسن البنا، لأن هذه الأحاديث تفند ادعاءاتهم بوجوب الثورة على الحكام، ولم يستعملوا هذه الأحاديث ويظهروها للعلن إلا لما أزيح مرسي عن الحكم، مما أضفى النفاق في أجل معانيه على دعوتهم ومذهبهم مستعملين التقية محاكاة للشيعة. وشرح الرضواني كتاب حسن البنا الذي تضمن رسائله وتعاليمه إلى جماعة الإخوان، فاستنتج أن كل ما جاء به هو خروج عن الشرع الإسلامي، من تخطيط في الخفاء لإسقاط الأنظمة، والخروج على الحكام، وقتل كل من يعترضهم كما فعلوا عندما قتلوا رئيس الوزراء المصري محمود فهمي النقراشي باشا أيام حكم الملك فاروق، وحرقهم القاهرة والأوبرا، وقاموا بعدد 17 محاولة قتل جمال عبد الناصر، وقتلهم السادات رغم أنه رفع عنهم بعض ما سلطه عليهم عبد الناصر من مضايقات أمنية، وشرح الرضواني بأنهم لا يتورعون على قطع أيدي حتى الذين أحسنوا إليهم حيث عندما استقبلتهم دول الخليج أيام ملاحقات حكم عبد الناصر فعوض أن يردوا الحسنة بمثلها بدؤوا يخططون لتقويض العروش الخليجية وتغلغلوا في كل دواليب الحكم وفريسوا حتى أهل البلد بجرثومة حسن البنا واستطاعوا النجاح في ضم دويلة قطر إلى صفهم لما وجدوا أن العائلة الحاكمة تتقارب مع الفكر الشيعي ولها طموحات إقليمية واتحدت مع تركيا وأمريكا لرفع الإخوان المسلمين إلى سدة الحكم في مصر وتونس، واستطاع الإخوان بالتغلغل في كل البلدان الخليجية خاصة الهيمنة على المدارس والجامعات والمنظمات والجمعيات والإعلام، فسدوا على من هم ليسوا بإخوان من الإرتقاء في درجات التعليم وإن وفق أحدهم يقصى على أن يكون له أي دور في الحياة الدينية أو السياسية.
 لا يزال محمود الرضواني يتحدى الإخوان المسلمين منذ خمس سنوات بأن يناظروه بشرع الله وعلى الهواء مباشرة دون جدوى، وتحدى حتى أكبر شيوخ الدعاة وغيرهم كالقرضاوي وحسان والحويني ويعقوب لكن أيا منهم لم يستجب لأن حجتهم ضعيفة وهو دليل على عدم شرعيتهم للهيمنة على الشعوب الإسلامية وافتكاك السلطة بالقوة وبكل الوسائل. ويشرح الرضواني الخلط الذي وقعت فيه الشعوب الإسلامية بنية مبيتة من الإخوان المسلمين، حيث من المعلوم أن أهل السنة والجماعة يؤمنون بالأحاديث التي تحرم الخروج على الحكام ويتقيدون بها، لكن لإدخال البلبلة على المفاهيم واتهام السنة هم أيضا بتكفير الحكام والشعوب يدعي بعض جماعات الإخوان المسلمين أنهم من أهل السنة، ويفعلون عكس معتقد أهل السنة حتى تلتصق تمهة التكفير بهم، وسمي هؤلاء المندسين من الإخوان في أهل السنة ـ السرورية ـ، وأصبحت الشعوب لم تعد تفرق بين السني والإخواني إلا أن يتبرأ أحدهم في وسائل الإعلام من الإخوان، لكن بعضهم يستعمل التقية فيتظاهر بأنه من أهل السنة وفي الخفاء يعمل عمل الإخوان الخوارج

تعليقات