الشفافية والإرهاب


بقلم : محمد المي

عندما تضعف الدولة يقوى الإرهاب وينتعش ويجد الفرصة ليتم غاياته ويحقق أهدافه.
عندما يشعر المرء بالفراغ ويضعف حس الانتماء لديه وحب الوطن يجد الإرهاب منفذا ليحقق اجنداته.
عندما يكثر التشكيك حول القليل الذي أنجز وما يمكن أن ينجز يسهل للذين يستهدفون الوطن أن يحققوا غاياتهم .
لا بد من أرضية للارهاب إذ لا يأتي الإرهاب صدفة ولا هو نتيجة خطأ بسيط أو سهو ظرفي بل كل عملية يقع التخطيط لها واعدادها أعدادا محكما باحتمالات مختلفة وفرضيات متعددة ولهذا لا يمكن مواجهة الإرهاب بالانفعال بل لا بد من التخطيط المحكم واليقظة الدائمة.
لنتذكر حوادث سليمان في عهد بن علي وكيف تم اقتناص الإرهابيين وكان المدعو ابو عياض أحد أولئك. ففي عهد بن علي كانت الدولة قوية والقرار مصدره واضح وكل الأسلاك الأمنية تعمل لصالح الوطن بعيدا عن المزايدات وارتباط بعضها باجندات سياسية أو حزبية.
اليوم لا بد من المسك بزمام الأمور وإعادة الهيبة للدولة ولن يكون ذلك بالتساهل لأن مصلحة الوطن فوق الجميع.
لاحظوا توقيت الضربة الإرهابية التي جاءت في وقت تلهث فيه البلاد لجني مزيد من العملة الصعبة وتوفير موسم سياحي يعين البلاد على المضي قدما في إنقاذ مايمكن إنقاذه.
هزيمة المنتخب الوطني التي أشعرت المواطن بالإحباط .
تراجع مخزون العملة الصعبة.
التشكيك في امكانية صرف الأجور .
ماشاع حول الأمن والتغييرات التي قام بها وزير الداخلية .
الحديث عن التغيير الوزاري المنتظر.
التشكيك في الحكومة .
الحديث عن الانقلاب الذي كان يعده وزير الداخلية الأسبق .
الحديث عن الانقلاب الذي يعده رئيس الحكومة الحالي .
الخ .
كل هذا وغيره هو أرضية خصبة تفتح كل الاحتمالات على كل شيء واساسا الإرهاب. لذلك كتبت منذ أيام واعدته في صيغة ثانية منذ يومين فقلت لا بد من خروج مسؤول والتحدث إلى الشعب ومصارحته.
قد تكون ردود الفعل سلبية ولكن الشعب يتفهم وتقوى ثقته في حكامه إذا كانت العلاقة مبنية على الوضوح والشفافية.

تعليقات