سنوات صحبة الأستاذ (12)

بقلم : محمد المي

خلفية تسمية الكتاب

لم يكن اختيار اسم البعث لسلسلة الكتب التي أراد الاستاذ  كرو أن يفتتح بها عهدا جديدا في عالم النشر اعتباطيا بل إن الرجل كان ممن ساهم في تأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي مع ثلة من أصدقائه أيام انتسابه إلى دار المعلمين العالية ببغداد قبل أن يتحول الحزب إلى معتقلات وسجون .

عاد محملا بهم عروبي يرى أن القاسم المشترك بين الأقطار العربية هو الاستعمار الذي لا بد من التخلص منه وربط الصلة بين الدول العربية قصد تحقيق النهوض والتقدم

ومثلما عرف العراقيين بواقع المغرب العربي عندما أصدر كتابه : ماي شهر الدماء والدموع في المغرب العربي وعرفهم بشاعر تونس الأكبر ابو القاسم الشابي أراد تعريف التونسيين بأعلام العراق إذ لا يزال وفيا للقيم التي اقسم عليها غداة تأسيس حزب البعث لذلك فإن الحلقة الأولى من هذا الكتاب وعنوانها نداء للعمل احتوت برنامج حزب البعث الذي دسه في محاضرة ألقاها يوم 18 فيفري 1955 في جمعية قدماء الصادقية بعنوان:

                                  النوادي والجمعيات في العراق

امتدت من الصفحة 18 إلى الصفحة 58 وابتدأ الكتاب بالتعريف بالمشروع الذي قال عنه الاستاذ :

"في مغربنا العربي إمكانيات زاخرة في شتى الميادين ، وفي أبنائه قابليات كثيرة للعمل والبناء ...وهو إلى ذلك غني بتراثه وماضيه،  فخور بحاضره الباسل المجيد ، عامل متفائل لمستقبله المنتظر. ومع هذا يعاني مغربنا العربي نقصا فادحا في كثير الميادين. .مما جعل وثبته المعاصرة ذات ثغرات عديدة . فكان من الواجب العمل على سدها جميعا لتستكمل نهضته عناصرها وتقوم حياته على دعائم وطيدة دائمة.

ولعل أبرز هذه الثغرات وأوسعها فراغا ، ما يتصل بالفكر والقلم ويعود إلى النشر والتوزيع .

فحركة النشر عندنا غير منتظمة ونتاج ادبائنا مجهول ومغمور.  وجهودنا في هذا السبيل مشتتة فلا غاية ترمي لها ، ولا منهاج يسدد خطاها ويسير بها إلى تصبو إليه من انبعاث وأحياء وتأثير. 

ولم يكن هذا الفراغ الواسع لعقم أو قصور في اقلامنا ومفكرينا،  فإن في المغرب العربي افذاذا قي الفكر والأدب وحتى نواحي المعرفة تعتز بهم الأمة العربية ويزهو بمكانتهم فكرها الحديث. وإنما كان ذلك بسبب ماعليه المغرب من كفاح متواصل لم ينته، وانشغال قرائه بما يفد هنا وهناك شرقا وغربا ...

أما اليوم فقد تغير الحال تماما وأصبح القراء في بلادنا يدركون واجبهم من جهة ويعتزون بأقلامهم من جهة أخرى وهذا ما حفزنا إلى الأقدام على إظهار هذا المشروع،  الذي لا ننتظر له النجاح المادي وسعة الانتشار فقط بل أن يؤدي رسالته الثقافية والقومية في جميع أنحاء المغرب العربي أداء يليق بعظم الرسالة ويجدر بهذا الشعب أن يتصف به "

تعليقات