سنوات صحبة الأستاذ (13)

بقلم : محمد المي

يواصل الاستاذ تقديم المشروع بعد تشخيص الوضع يقول :

" أن هذا المشروع ليس إلا سلسلة كتب دورية غايتها الأولى المساهمة في نهضة المغرب العربي المعاصرة وتسجيل تاريخه الحديث في الفكر والأدب والنضال القومي .
وغايتها الثانية تيسير ألوان المعرفة إلى جميع القراء بإصدار حلقات تمتاز بكونها :
زهيدة الثمن
سهلة الأسلوب
جديدة المعلومات
تصور الواقع وتدفع للأمام
أما غايتها الثالثة فتوجيه حياتنا ومجتمعنا نحو مستوى أفضل في كل الميادين.

ولها غاية رابعة هي حفظ تراثنا الحديث من التلاشي والإهمال والخروج بمصير  القلم والفكر في المغرب العربي من الركود والصمت والاستسلام .
والخلاصة اننا نريد أن نجعل من " كتاب البعث " بعثا لحرية الفكر والقلم وللتأليف والنشر ..."

واختار شعار الكتاب : خريطة المغرب العربي
ومن الأسفل كتاب مفتوح كتب فيه : فكر حر وحياة أفضل

وفي حقيقة الأمر عندما افتتح السلسلة لم يكن لديه جملة من الكتب الحاضرة ولكنها مشاريع كتب لكتاب أغلبهم لا يمتلكون كتبا وسيكون كتاب البعث هو أول كتاب في حياتهم حيث اعلن في الحلقة الأولى أن المساهمين في السلسلة هم :
عثمان الكعاك
الهادي المدني
محجوب بن ميلاد
محمد الحليوي
احمد رضا حوحو
محمد مزالي
الشاذلي القليبي
محمد العروسي المطوي
الطاهر الخميري
عبد الله شريط
محمد عامر غديرة
مصطفى الفيلالي
الطيب التريكي
توفيق بوغدير
ابو القاسم محمد كرو
هناك من هؤلاء من مات ولم يؤلف كتابا واحدا وهناك من أصبح مؤلفا بفضل كتاب البعث والوحيد الذي صدرت له كتيبات صغيرة قبل كتاب البعث هو عثمان الكعاك
وبذلك فإن كتاب البعث لم يخلق كتبا بل خلق كتابا ومؤلفين وقد كان الأستاذ يستشعر العراقيل التي ستعترضه منذ البداية فكتب نص اهداء الكتاب الأول :

إلى الذين يعملون ، ويؤذي نفوسهم أن لا يعمل الآخرون
إلى كل عامل مثابر ، بالفكر أو باليد أو بهما معا : أرفع هذا الكتاب أملا أن يقرأه الناس من خلال دوافعه وأهدافه وليس غير .
وقد طبع هذا الكتاب في مطبعة الترقي الكائن مقرها في نهج القاهرة رقم 8 بتونس العاصمة وصاحب المطبعة يهودي تونسي وكان الاتفاق بين الاستاذ والمطبعي اليهودي إلا يدفع له ثمن طباعة الكتاب الأول إلا عند صدور الكتاب الثالث وكان المطبعي حريصا على انتظام أعداد السلسة في مطلع كل شهر دون الإخلال بالموعد المتفق عليه ولم يدخل الاضطراب على السلسلة إلا عندما تحولت إلى مطبعة تونسية صاحبها مسلم - للأسف - طبعا.

تعليقات