سنوات صحبة الأستاذ (17)

بقلم : محمد المي

مشروعه حول الشابي :

لم يعرف في تونس من كرس حياته بحثا وتأليف وتجميعا لتراث شخصية ثقافية كما عرف الاستاذ كرو في علاقته بشاعر تونس الأكبر ابو القاسم الشابي .

هو أول من كتب عنه كتابا مفردا الشابي حياته وشعره الصادر في بيروت سنة 1952 وأضاف إليه سنة و 1954 كتابا آخر هو كفاح الشابي أو الشعب والوطنية في شعره وبهذا عرف الاستاذ كرو تونسيا وعربيا حتى صار المرجع الأوحد عن الشابي .

ومنذ ذلك الحين بدأ الاستاذ في جمع وتوثيق كل ماله صلة بالشابي من : جرائد ومجلات وكتب ونشريات ومعلقات وصور وحتى الاخبار التي تصدر عن الندوات والملتقيات داخل تونس وخارجها والطوابع البريدية التي صدرت عنه ...الخ ولك يترك شاردة أو واردة لها علاقة بالشابي إلا وجمعها حتى أصبح المختص الأوحد في تاريخ الشابي بل أصبح مهندس الملتقيات والندوات الثقافية التي تعقد حول الشابي .

تمكن بفضل هذا التراث الذي جمعه من الرد على المشارقة وتصحيح الأخطاء التي ارتكبوها في كتاباتهم عن الشابي مثل ما قام به حنا الفاخوري أو رجاء النقاش أو ريتا عوض أو عباس الطرابيلي. ..الخ وكتابه : آثار الشابي وصداه في الشرق خير دليل على ذلك وهو الكتاب الذي جعل له مكانة بين النقاد العرب حتى أنه لا يوجد من كتب عن الشابي من الدارسين والباحثين العرب إلا ورجع إلى مؤلفات الاستاذ كرو حول الشابي .

ورغم أن الرجل زيتوني ولا يحذق إلا اللغة العربية فإن له كل الكتابات التي كتبت عن الشابي باللغات الأجنبية : الفرنسية والإنجليزية والفرنسية والفارسية والإسبانية والإيطالية والألمانية واليابانية بل إن العديد من الباحثين الأجانب اتصلوا به ليستفيدوا منه ويدققوا معلوماتهم حول الشابي.

رغم هذه السمعة فإنه ووجه بالحسد ومحاولة تقزيم جهوده من طرف : محمد مزالي ومن طرف بعض الجامعيين
أما مزالي فقد استغل الشابي في مشروعه " التونسة " الذي ارا، أن يتميز به فقام باقصائه في خمسينية وفاة الشابي سنة 1984 التي تمت في توزر بأخطاء مضحكة وبكثير من العبث إلى درجة حاول فيها مزالي التغطية على ماجرى فاعيد الاحتفال بذكرى الشابي سنة 1985 كمحاولة لتجاوز ماحدث في " الخمسينية " وهي قصة يطول الحديث فيها ولي عنها عديد الوثائق.
أما بعض الجامعيين فقد ساءهم أن يكون المختص في الشابي من غير الجامعيين وهم مضطرون إلى الإحالة عليه والرجوع إليه والالتجاء له حين تعوزهم المراجع.

ستينية وفاة الشابي :

كتب الاستاذكرو سنة 1993 مقالا دعا فيه إلى ضرورة الاستعداد إلى حدث الاحتفال بستينية وفاة الشابي التي ستكون سنة 1994 غير أن السلط الثقافية لم تكترث لتلك الدعوة وكان وزير الثقافة في تلك الفترة هو المنجي بوسنينة الذي أصبح فيما بعد مديرا عاما للالكسو.

نتيجة عدم الاكتراث واللامبالاة عرض الاستاذ الأمر على مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري الذي كان وقتها يشغل فيها المناصب التالية:
مدير مكتب تونس والمغرب العربي
عضو مجلس الأمناء
عضو هيئة معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين

فوافق البابطين على إقامة دورة عربية للشابي على أن يقع الاحتفال بها في المغرب

تعليقات