سنوات صحبة الأستاذ (18)

بقلم : محمد المي

انطلاقا من دورة الشابي حاولت مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري أن يكون المحتفى به من بلد والاحتفال به في بلد آخر مثل دورة ( ابو فراس الحمداني ) في الجزائر ودورة ( شوقي ) في فرنسا ...الخ لم يرق المسؤولون ذلك في تونس إذ ما أن علموا حتى سعوا إلى عرقلة الاحتفالية واتصلوا بكل من أمكنهم التأثير عليه لكي لا يشارك إذ كيف يقع الاحتفاء بالشابي خارج تونس وتحديدا في المغرب - خاصة وأن العلاقات بين ملك المغرب والرئيس التونسي ليست على مايرام - وكأن المغرب باحتفالها بالشابي توجه صفعة إلى تونس.

والحال أن تقاعس السلط الثقافية فيها هو الذي كان سببا في ذلك واعتبروا كرو قد باع الشابي للبابطين ووجد المشاركون في تلك الدورة أنفسهم في حرج وخاصة من التونسيين إذ لم يشارك سوى ستة أنفار هم : محمد لطفي اليوسفي ومحمد القاضي وحمادي صمود وكمال عمران ومحمد الهادي الطرابلسي وعبد السلام المسدي .

أما الصحافيون فشارك صحفي واحد هو عبد السلام لصيلع فيما منع العديد من المشاركة وهناك صدرت 6 مجلدات عن الشابي في حوالي 2400 صفحة كانت بمثابة الموسوعة وأردأ جزء فيها هو دليل الباحثين عن الشابي الذي أنجزه كمال عمران حيث عهد إلى الطلبة تبويب المراجع فوردت مكررة وتحتوي على اغلاط كثيرة !

هذه الدورة احرجت السلطات التونسية فاقيمت تظاهرة كبرى في توزر لإنقاذ ماء الوجه تحت عنوان ستينية الشابي اي ان الشابي احتفلوا بستينية في تونس والمغرب ؟ بل طلبوا من الاستاذ كرو أن يوافيهم بموسوعة الشابي وقد كتب على غلافها " وزارة الثقافة " عوضا عن " مؤسسة البابطين " وتوضع صورة الرئيس التونسي في مفتتحها حتى لا يقال ان تونس تخلفت عن الاحتفال بشاعرها الأكبر .

ومن الطرائف انه لما عقدت مائوية الشابي سنة 2009 لم يدع إليها الاستاذ ولم يقع تكريمه فيها رغم كل ما قدم وقد كنت عضوا في لجنة المائوية وانا الذي أقمت المعرض الوثائقي حول الشابي في روضته في توزر ولي عنها عديد الذكريات ربما اتحدث عنها في مجالات أخرى.

فس سنة المائوية تولى المرحوم أبو زيان السعدي تأليف كتاب عن الشابي أصدره في دار نقوش عربية ولما كان بصدد تأليفه استنجد بي لتزويده بعديد المراجع وكثيرا ما كان يشتم الاستاذ كرو ويعرض به في مجالسه فلما انتهى من كتابه وتم نشره أهداني نسخة منه لأكتب عنها وقال لي : عندما يقرأ كرو كتابي عن الشابي سيغمى عليه غيضا
الشيء الذي حز في نفسي وقلت له على الفور : لماذا لم تحارب كرو عندما كان في أوج عطائه؟  اليوم قد بلغ الخامسة والثمانين وهو شبه عاجز؟ لذلك اخذتني الغيرة على الاستاذ وكتبت سلسلة من المقالات في جريدة الصريح سنة 2009 ركزت فيها على الأخطاء التي وقع فيها ابوزيان السعدي الشيء الذي جعله يستنجد بمنصف الشابي صاحب دار نقوش عربية وعضو مجلس المستشارين طالبا منه استغلال صفته والذهاب إلى وزير الثقافة عبد الرؤوف الباسطي ليأمرني بعدم الكتابة عن كتاب ابي زيان
وللتاريخ - أشهد - أن منصف الشابي امتنع وقال له عليك بالرد على محمد المي في الجرائد لن أذهب إلى وزير الثقافة واطالبه بمنع كاتب عن الكتابة

مؤلفاته عن الشابي :

الشابي : حياته وشعره بيروت 1952

كفاح الشابي أو الشعب والوطنية في شعره بيروت 1954

آثار الشابي وصداه في الشرق بيروت 1961

دراسات عن الشابي  تونس 1966

الشابي من خلال رسائله بغداد 1970

نثر الشابي ومواقفه من عصره بيروت 1994

الشابي في مرآة معاصريه بيروت 1994

رسائل حول الشابي بيروت 1994

الشابي صور وكلمات بيروت 1994

شعراء المغرب بيروت 1994

الشابي مقالات وآراء وصور 2010

ورغم كل هذا فقد مات وفي نفسه شيء من الشابي بل إن تعلقه بالشابي إلى درجة التماهي معه جعله يختار ألوان غلاف موسوعة حصاد العمر تطابق  تماما ألوان موسوعة الشابي لقد كان يردد انا عرفت بالشابي وهو عرف بي

تعليقات