سنوات صحبة الأستاذ (7)

بقلم : محمد المي

ذلك المقال الذي حرك بعض النفوس الشريفة فطالبوه بإلغاء قراره والتراجع عما أعلن. . طبعا لم يكف الاستاذ عن كتابة الكتب بل عن الكتابة في الصحافة ..وأصدر بعد ذلك الإعلان كتبا أخرى كانت بمثابة الرد على الاغيار من جهوده.

وأهدى هدية أخرى إلى الأرشيف الوطني تتمثل في مخطوطات وصور وميكروفيلمات  وميكروفيشات وتسجيلات صوتية وتلفزية ومجلات وجرائد والى اليوم فإنك تجد في رفوف البحث مكتوب : هدية ابو القاسم محمد كرو للارشيف الوطني.

واهدى جمعية صيانة قفصة مجموعة من الكتب والمجلات والجرائد هي اليوم مودعة في دار اللونقو المقر الحالي لجمعية صيانة المدينة .

وهكذا هي حياته جملة من المحن المتتالية وجملة من الانتصارات المتعاقبة حتى اني ل أرى حياته إلا كسفينة تهزها الأمواج العاتية وهو كالربان الذي يصارع حتى يتغلب على هيجانها فيعيدها إلى سيرها الطبيعي.

نظرة في مؤلفاته

يمكن اعتبار الاستاذ كرو من جيل الثلث الأول من القرن العشرين من حيث الانتماء الفكري ، فهو من مواليد سنة 1924 ولكن همه الثقافي بقي منشدا إلى تلك الفترة ربما حبه للشابي وعشرته لأدبه وارثه الثقافي وانطلاق شهرته من خلال اكتشافه له كان السبب الرئيسي في اهتمام الاستاذ بتلك المرحلة ، فهو الذي كتب عن الحداد والمهيدي وزين العابدين السنوسي ومصطفى خريف ومحمد علي الحامي والحليوي والبشروش وهو الذي تدفعه الغيرة على أعلام تلك المرحلة ويشده اهتمام بالغ بكل من يهتم بتلك الفترة.

ورغم اهتمامه بابن منظور مؤلف لسان العرب وبالتيفاشي القفصي وبشعراء قفصة في العصور القديمة إلا أن هذا الجانب لا يؤكد - في اعتقادي - انتماء الرجل إلى فئة المحققين الذين لهم اهتمام بالتراث العربي القديم فالاستاذ كرو -في رأيي - من المختصين ب:

-تراجم الأعلام
- والنقد الثقافي لا الأدبي

وهو الى ذلك صاحب ثقافة موسوعية إذ يستطيع أن يفيض في الحديث كما لا يقدر غيره في الإفاضة والتدقيق في مسائل شتى ، وقد ضرب بأسهم في ميادين مختلفة ولكن بقيت مساهماته فيها ضيقة

تعليقات