هيورشيما

هيورشيما
6/8/1945

بقلم : رياض الغريب


في اللحظة التي سقطت القنبلة
كانت امرأة تعد الفطور
وطفل يحلم بنهر يسبح فيه
ورجل اغلق للتو
باب البيت على زوجته واطفاله
بعد ان تمنى لهم يوما سعيدا

كانت الطائرة تمر
والطيار ينظر من النافذة
الفلاحون في الحقول
بينما الله
ينظر للجميع
ويعلم ماسيحدث
هكذا تقول اغنية يابانية قديمة
قدمتها مطربة تشوه وجهها
وقلبها بالذكريات المزمنة

هورشيما جرح لايندمل
كلما
اخضرت الارض بعشبها
سقطت دمعة من السماء
لينبت طفل ياباني
بين انينها
هورشيما
قنبلة لاتغادر روح الله
بالضحايا
والناجين من خوفها

لقد مضى وقت طويل علينا
لم ننتبه فيه للجدار الذي غلفنا بصمته
للحديقة التي انتشرت في وجوهنا
للورق الأبيض الذي يطل على صمت الباب
سؤال محير .. نباح الكلب هذه الليلة
غسل الصحون في ليلة ساخنة
تراقب حركتها وهي تبلل ثوب العشاء
لقد مضى وقت طويل عليك
وانت ترتبين الستائر لجدار
لايرانا
نحن اشباح هورشيما الحائرة
.
.
.
.
اعنيها تماما هيأتي التي نجت لوحدها
مثلما انت تحملين الصحن المرصع بصورته
لتشيري للهواء
الهواء بارد داخل قلبي
ادخلي
وانقذي روحك من هذا الحريق
تحيطنا الاسئلة
مثلما الاسلاك قرب صورته
هو بعيد
وانا الناجي الوحيد
عظامي ترتجف
لقد مضى وقت طويل علينا
ونحن نستمع لتلك الموسيقى
انت تغسلين الصحون
وانا انحت وجهي
في صفاء البوح
قرب التنهد
وفكرة ضائعة

.
.
الوقت عناق الفراغ للارملة
الوقت حب في لحظة غائبة
هكذا تركتنا القنبلة

تعليقات