ندوة متميزة في معهد تونس للترجمة

بقلم : محمد المي

على امتداد ثلاثة أيام كاملة 25 و26 و27 سبتمبر وقعت ندوة فكرية في معهد تونس للترجمة موضوعها : ترجمة مصطلحات الفنون  فتوزعت جلساتها بين :

المسرح
الفنون التشكيلية
الموسيقى
السينما

وشارك فيها ثلة من المثقفين والجامعيين ليدلوا بدلوهم في قضية شائكة طرحت في عديد الندوات والمؤتمرات الفكرية في تونس وخارجها ولم تجد حلا جذريا لأننا بكل بساطة لا نمتلك مجمعا لغويا واحدا في الوطن العربي بما فيها مجامع القاهرة والأردن وسوريا والعراق ...الخ إذ لا معنى لوجود هياكل من هذا النوع طالما لا تمتلك نفوذا أو حضورا يمكنها من فرض نتائجها _ أن كانت لاعمالها نتائج - ولا وجود لمعجم لغوي عربي موحد على غرار المعاجم اللغوية التي تصدرها الدول المتقدمة التي تعتبر اللغة مقوما حضاريا وثقافيا. وحتى وإن وجد معجم لغوي فإنه لا سياسة تربوية لدينا مما يجعلنا عالة على الآخرين حتى في مجال اللغة .

هذا مايفسر الفقر المعرفي للأدباء والكتاب والشعراء إذ تجده في كتاباته يعجز عن تسمية شجرة ما أو وردة ما أو لون ما ...الخ .

من هذا المنطلق نعتبر الندوة التي أقامها معهد الترجمة هامة لأنها تضع الإصبع على اشكال هام يتمثل في كيفية ترجمة مصطلحات معينة في ظل غياب معجم يترجم المصطلحات الفنية .

السبب الثاني الذي يجعلنا نعتبر هذه الندوة هامة هو اقترابها من حقول الثقافة ذلك أن معهد الترجمة تمت تحويل وجهته فأصبح تابعا لوزارة الثقافة نظريا وعمليا هو تابع لوزارة التعليم العالي إذ يكفي أن تنظر لقائمة منشوراته لتدرك دون عناء ذلك .

السبب الثالث الذي يجعل من هذه الندوة هامة هو انفتاحها على أسماء وكفاءات عديدة من تونس وخارجها وهو مايسهم في اشعاع هذا المعهد ويفتح آفاقا لمنشوراته.

نرجو أن تتعدد الندوات في هذا المعهد حتى تعضد جهود الترجمة والنشر ونرجو أن نرى أعمال هذه الندوة منشورة في كتاب يستفيد منه لم يتمكن من حضور فعالياتها ومواكبة اشغالها. 

تعليقات