كيف ولماذا نجح ملتقى الخزف الفني؟

بقلم : محمد المي

              ليس من السهل أن ينجح ملتقى دولي يضم 14 جنسية في الظرف الأمني والاقتصادي الذي تمر به بلادنا وقد تعرفت على هذا الملتقى منذ السنة الفارطة واقتربت من أجوائه وقبلت هذه السنة أن أكون أحد عناصر فريق العمل فيه .

سر نجاح الملتقى في الفريق العامل مع محمد الحشيشة وذكاء محمد الحشيشة يكمن في حسن اختيار اعضاده الذين يقاسمهم كل شيء حتى خصوصياته لا يخفيها عنهم إلى درجة تشعر أنك في وسط عائلي ولست مع فريق عمل : ايمان وعبد السلام وبثينة وجليلة وإمل ومنية ومهى وسماح وألفة وزوج منية والحارس والعامل ..يتقاسمون أعباء العمل دون عقد ...كلهم في خدمة الملتقى وهدفهم الوحيد نجاح الملتقى .

كل الفريق يلتف حول ضيوف الملتقى الذين بدؤوا غير منسجمين مع بعضهم وانتهوا فريقا واحد يتبادلون القبل والعناق والخبرات والآراء ويحرصون على أعمال بعضهم البعض .

هذه ناحية أولى

لقد حرص محمد الحشيشة على تنويع اسماء المشاركين في الملتقى سواء من التونسيين أو من الأجانب ورغم أن العديد يحتج عليه فإنه لا يكترث بالاحتجاج وإذا سألته عن تغييب اسم يجيبك على الفور هذا شارك في الدورة الأولى أو الثانية أو الخامسة والدليل على ذلك كاتالوقات الدورات الموثقة بالصور .
لا وجود لاسم تكرر ولا وجود لدورة وقع فيها إقصاء لزيد أو عمر ..من سيدي قاسم الجليزي مر جميع الخزافين التونسيين تقريبا ومن لم تشمله الملتقيات السابقة سيأتي عليه الدور لاحقا.
وبالنسبة للأجانب الشيء نفسه فليس الملتقى الدولي للخزف الفني بسيدي قاسم الجليزي وكالة أسفار فاسماء الفنانين الأجانب لا تتكرر والدليل على ذلك كاتالوقات الدورات السابقة .

هذه ناحية ثانية

يتميز الملتقى الدولي للخزف الفني بسيدي قاسم الجليزي بحسن التنظيم إذ لا يقتصر على ورشات العمل بل يتضمن فقرات تهتم بتعريف الضيوف بتاريخ الخزف في تونس من خلال زيارة المتاحف والمواقع الأثرية والذهاب إلى عاصمة الخزف نابل لمواكبة أعمال الحرفيين من الخزافين والفخارجية التقليديين حتى يعرفوا ان الخزف في بلادنا جزء من ثقافتنا وعاداتنا اليومية والحياتية .
وهذا هام لأن هذا الملتقى جاء كنتيجة طبيعية لأهمية الخزف ودوره ولم يأتي نتيجة رغبة شخصية أو اجتهاد .

هذه ناحية ثالثة

لقد تعلم محمد الحشيشة في سيدي قاسم الجليزي من فوزي الشتيوي رحمه الله وحلما معا بهذا الملتقى وبذلك يرى أنه يحافظ على امانة ويؤدي واجبا تجاه سيدي قاسم الجليزي الذي تكون بين عرصاته ولفحته نار افرانه وينفذ وصية معلمه الأول فوزي الشتيوي الذي أعطاه فرصته كشاب طموح

هذه ناحية رابعة

لقد لقي محمد الحشيشة دعما ماديا وتشجيعا من لدن وزير الشؤون الثقافية الدكتور محمد زين العابدين الذي لم يعرفله بل شجعه وازره ودعمه بالحضور في الافتتاح والمتابعة اليومية لما يحدث هناك وزاد في دعمه عندما أعلن عن بعث أيام قرطاج لفنون الخزف وسماه على رأسها وفي ذلك أكثر من دلالة .

تعليقات