الملاذ

الملاذ 

 بقلم : الشاعر منذر العيني

جريحانِ يلتقطانِ رغائبَ نفسَيهما.

قالَ من كانَ يلبسُ لونَ البياضِ لصاحِبِهِ:

"إنْ تواريتُ خلفَ مِياهِ الشّهادةِ

أنبئْ سُليمانَ أنَّ التّباريحَ في نُزلِ "مِشمشَ " لنْ تنزلَ القاعَ

سوفَ تُجلّلُ ضوءَ المسافاتِ للطيرانِ

وأنَّ الذّي خِلتهُ طائرًا

إنّهُ الغجري

بلا قدمينِ يحطُّ على شامةِ البحرِ

يُسعفُ نورسَ سُوسةَ كي لا يموتَ بلا بسماتِ وداعِ

لسيّدةِ العزفِ في خطوِ "حشّادْ" .

أجابَ الشقيُّ الذّي لبِسَ الأحمرَ الأقحوَانيَّ :

" مهلاً رفيقي سأقتلُ كلُّ الوصايا التّي غدرتْ بنا عندَ مُنتصفِ العمرِ.

الرّيحُ تعرفُ حشرجةَ المتنِ.

إنْ كانَ يكفي حلولي على عتبةِ الضّوءِ  

اِروِ التفاصيل ،

غِبطتنا حينَ مُتنا ونحنُ نُهوّمُ في البحرِ

لا جهةً نستدلُّ بها ولا مرفأٌ في البعيدِ يقابلُنا بحرارةِ لُقياهُ.

اللّهُ يغرفُ منّا ضياءَ التّجاعيدِ في زبدِ الموجِ  

والشّمسُ تحفنُ منّا نداءَ النّدى من شذى دمِنا...

قلتُ:"يكفي.

هنا عيدُنا ستُّ أثمانِ "بوخا"

حساءٌ بلا أيِّ شيْءٍ

فقط فيهِ رائحةُ الحبِّ

سبعُ قصائد نثريّة كانَ إيقاعها الموتَ

وقعَ المجانينِ في "ساحةِ البُورْطْ "

وكانَ تنقيطها عملاً يستحيلُ

وإن كانَ يلزمُ أن أتركَ الصمتَ يفعلُ فِعلَهُ في حرمِ الصّوتِ

يعترضُ الوصلَ والفصلَ بالدّهشةِ المُشتهاةِ.

ولا شيءَ...لا شيء يبدو على ما يُرامْ

ولاشيءَ يكفي لإتمامِ دورِ المُتيّمِ بالموتِ .

 

معتزلينِ وراءَ ضمائرَ غارتْ  

ومُحتقنيْنِ حسَّ النّبوؤاتِ نمضي لنصعدَ مدرجَ يومِ القيامةِ.

قمْ وآحتملْ ضَعفنا.

جُرحنا ينزفُ الآنَ تغريدَ "ماوْ".

قمْ وآتّحدْ بالغناءِ الإلاهيِّ للخطوِ

أنبىءْ سُليمانَ موتتنا

إنَّ صوتَ الجنازةِ يخرقُ صمتَ الشّوارعِ ...

روحانِ ترتطمانِ بِعزفِ الزّمانِ

تذيبانِ شدوَهما للوصايا التّي ذوّبتْ نارها في أتونِ الغيابِ  

جريحانِ

من قالَ أَنّهما ميّتانِ

هما نورسانِ على عرفِ تجديفةٍ في صورةِ البارِ

وشْمانِ يتّحدانِ بلونِ الطّفولةِ وهيَ تُضمّخُ أغنيةَ الدّربِ بالعزفِ.

ضدّانِ يتّفقان على وأدِ أحزاننا في الجراحِ التّي نزفتْ عطرها

من ثنايا الحكايةِ

في خللِ اللّيلِ.

الآنَ

الآنَ البّارُ بوتقةٌ على رأسِ ثورٍ

تؤجّجُ صبحَ الجريحينِ

حيثُ هناكَ يلوذانِ بالموتِ حينَ يدبُّ الفراغْ  .

 

   

تعليقات