هذا مايميزنا عن مدرسة تونس والجيل الثاني (4)

نواصل الحوار المطول مع الجامعي الحبيب بيده في حلقته الرابعة

س : قبل الحديث عن بدايتك في الفن التشكيلي كيف تعامل جيلك مع مدرسة تونس التي يبدو أنها شكلت لكم عقدة أو عائقا للحضور في المشهد الثقافي؟ 

ج : جيلنا لم تكن له عقدة عدائية مع مدرسة تونس باعتبارنا جيل قد درس الفن ممارسة وتنظيرا وكان مختلفا في تصوره لوظيفة الفنان التشكيلي في المحيط البشري والمعماري والعمراني.
لكننا وجدنا جيلا آخر سبقنا من أمثال نجيب بلخوجة والحبيب شبيل ومحمود السهيلي ورفيق الكامل ورضا بالطيب ..الخ وغيرهم من الذين لم يلقوا في بداية  تجربتهم حظوة لدى رجال السياسة والذين وجدوا مشاكل عديدة في ترويج فنهم سواء على المستوى الإعلامي أو العالمي حيث كانت مدرسة تونس مهيمنة تماما على المشهد الثقافي وخاصة على المشهد المالي
كان ذلك في بدايتهم ولكن فيما بعد باعتبار دوامهم واستمرارهم لقي بعضهم أمثال السهيلي ورفيق الكامل حظوة عندما اندمجوا في منظومة مدرسة تونس .
أذكر بالخصوص رفيق الكامل الذي عرض لدى عيد العزيز القرجي معرضا كبيرا في رواقه اي لقي اعترافا منه وكان نجاح المعرض باهرا لكن لا ننسى أن رفيق الكامل التجريدي غير تماما وجهة فنه وأصبح تشخيصيا على طريقته
بالنسبة إلينا نحن الجيل الثالث المتكون من لمين ساسي ونورالدين ألهاني ورشيد الفخفاخ لم تلق الحظوة لا كالجيل الأول ولا كالجيل الثاني.
لم ندخل في متاهات الصراع أو التدمير لأننا كنا مختلفين مع بعض الفنانين من الجيل الثاني.
كنا نعيش من وظيفتنا كمدرسين وبالتالي لم نعط لعيشنا المادي من خلال فننا لكن على المستوى المضموني فإننا كنا مختلفين تماما وكنا نبحث كالجيل الثاني عن حداثة حقيقية تتماهى مع الحداثة الفنية العالمية .
كنا نطرح على أنفسنا إشكاليات  لها علاقة بالفكر وصنع المعرفة لا فقط مزوقين.
هذا ما يميزنا عن مدرسة تونس وعن بعض الفنانين من الجيل الثاني.

تعليقات