فليس ينتقم من الماضي عبر اللغة

ساكن في اسمي هو آخر إصدارات السجين السياسي السابق والوجه اليساري المعروف محمد الصالح فليس صدر عن دار نقوش عربية ويمتد على 205 صفحات وصفه بمحاولة نقدية. 

هو كمن لم يقل كلمته في مسيرته بعد كتابي عم حمدة العتال و سجين في وطني فكان هذا الكتاب ثالثة الاثافي حتى يستوي قدر الذكريات الذي طبخ على نار هادئة وفي كنف من التذكر والتألم.

والحق أن النتيجة التي خرجت بها وانا اقرأ هذا الكتاب أن أفضل المناهج التي يمكن أن نقرأ بها كتاب فليس هو منهج التحليل النفسي لأن صاحبها كمن يمارس العدالة الانتقالية بطريقته الخاصة أو كمن يتداوى بالتذكر ويتشفى بالكلمات .

هو يمارس عنفا على القارئ ليشعره بحجم العنف الذي تعرض إليه والمظلمة التي سلطت عليه مثال ذلك ماورد في نهاية الصفحة 30 واصفا أحد أعوان البوليس فيقول :
وظلت علاقتي به متشنجة إلى أن تغمده الله  فيما يبدو برحمته.  فقد كنت احتقره بجلاء ولا أكاد أراه ....الخ .
فضلا عن لغة مشحونة بالشعارات كلها تدل على محاولة التعويض النفسي من قبيل
لا شيء يعلو فوق فعل الصمود
عشت كما اشتهي
يساريا بدأت. .يساريا عشت. .ويساريا أظل. .بمعنى الحياة .
بالنضال صنت انسانيتي

ودجج الكتاب بالأشعار والمقولات التي تبرر توجهه وتؤكد صواب خياراته
كتاب يصلح للدراسة النفسية ويعطي فكرة عن جيل حالم ناضل ضد السلطة فاكتوى بنارها ككل سلطة في العالم الثالث  ، في عالم يتوق إلى النهوض بعد استعمار غاشم فواجه شعبه بالقمع والظلم ولا يعتقد بورقيبة انه كان ظالما بل يعتقد أنه بصدد تأسيس دولة ولا يعتقد البوليس انه أداة القمع وعصا القهر بل كان يؤدي واجبا وطنيا. ..ولا يعتقد المناضل انه يعرقل جهود السلطة في إرساء النظام فيحصل الصدام وتبنى جبال من الأحقاد وتتغير مصائر الناس. الخ .

مثل هذه الكتابات هامة لأنها شاهدة على جيل ووثيقة تفسر بعض الذي نعيش
كتاب جدير بالقراءة.

تعليقات