الكتاب التونسي والامتحان الحقيقي

بقلم : محمد المي

لأول مرة سيمر الكتاب التونسي بامتحان حقيقي ؛ المعرض الوطني للكتاب التونسي الذي ينعقد لأول مرة سيعطي الصورة الحقيقية لواقع الكتاب التونسي وحجم الناشر التونسي.

المعروف أن معرض تونس الدولي للكتاب بحكم مشاركة الناشرين الأجانب من مختلف دول العالم العربي أو الغربي يستقطب الأساتذة والباحثين والطلبة لاقتناء الكتاب الأجنبي وتحديدا غير التونسي وهو ما يعود على الكتاب بالنفع حيث يقتنى الكتاب التونسي أو لنقل ينتبه القارئ إلى الكتاب التونسي عندما يقبل على شراء الكتاب الأجنبي .

مثلما لا يقبل التونسي على شراء منتوج البلاد فإنه لا يقبل على شراء الكتاب التونسي فهشام جعيط نشتريه من دار الطليعة وقس على ذلك . نحن في تونس نمتلك كفاءات وحتى الطباعة تطورت ودور النشر تعددت ولكن نشعر بعقدة الدون .

نعم ليست لنا الماكينة الإعلامية المشرقية سواء المصرية أو اللبنانية ولا نحسن تسويق الكتب والكتاب وهذا أبرز عيب نعاني منه إضافة إلى عدم ثقتنا في بعضنا البعض .

لا نشك في الجهود التي تبذلها الدولة فالبرنامج الثقافي المصاحب للمعرض ومكافآت العاملين في المعرض والمحاضرين وغيرهم كله من ميزانية الدولة لأن الدولة ليست لها غاية ربحية فالمهم هو إنجاح العمل الثقافي والتشجيع للإقبال عليه،  يبقى الخطوة التي يجب أن يتقدم بها المواطن فنحن شعب لا يقرا إذ صرح وزير الشؤون الاجتماعية بأن نسبة الأمية ارتفعت وصرحت اليونسكو قبله بأن التونسي يقرأ 12 دقيقة في السنة!  نعم 12 دقيقة فقط ! وقل ام تجد عائلة تونسية تمتلك مكتبة إلى جانب غرفة النوم وغرفة الأكل وغرفة الجلوس وان وجد الكتاب فهو المذهب للزينة والديكور أو هناك عائلات تكتفي بالقرآن الكريم للبركة ...الخ .

لذلك اخلص لأقول أن معرض الكتاب التونسي الذي يعقد في دورته الأولى سيكون امتحانا حقيقيا للكتاب التونسي.  سأضع يدي على قلبي وارجو ان اكون مخطئا في تقديري وارجو ان يكون الواقع أفضل لأن الأهم هو نجاح هذه الدورة باي شكل والكل مسؤول عن انجاحها.

تعليقات