لاوجود لبورصة فنية في تونس (5)

نواصل نشر الحوار المطول مع الاستاذ الحبيب بيده

ج : في الجيل الثاني كان هناك من يطرح على نفسه إشكاليات فنية مثل الحبيب شبيل الذي كنت احترمه جدا نظرا لطبيعة الخطاب الذي كان يزودنا به
كذلك بعض الفنانين مثل عبد الرزاق الساحلي الذي لم يتنازل عن اختياراته التشكيلية ، كان طلائعيا يتماهى فنه والشخصية الجديدة مثل كومياس وبوارون وداسيلفا. ..وكان أيضا ذا آراء واضحة لا فقط متبعا تقليديا.
كانت الثمانينات متنوعة في السلوكات الفنية وفي الاختيارات التشكيلية
اليوم اقرأ قراءة مختلفة أعمال مدرسة تونس واحترم جدا الهادي التركي والقرجي والزبير التركي وغيرهم واعتبر أن فنهم رغم أنه لم يكن مؤطرا تاطيرا نظريا  ومعرفيا ولكنه كان مناضلا طلائعيا على المستوى المشهدي واعتبره بالنسبة إلى فن الغرب في حاجة إلى التحليل والقراءة والنقد الجدي وهذا ما لم يكن في الثمانينات والتسعينات لأن مدرسة تونس تواصل إلى هذه السنين وتواصل إلى وفاتهم .
كانوا منتجين إلى فن يستحق الاهتمام النقدي وهذا عبرت عنه في محاضرة عندما تحدثت عن فن المتوفين واندهش البعض كيف غيرت موقفي ولكني أعدت ما قلته في الثمانينات والتسعينات.

س : بم تفسر التكالب على لوحات جماعة مدرسة تونس ؟

ج : هذا مشكل كبير وهو الذي أثر على انقطاع بعض الفنانيين الذين كانوا واعدين في المغامرة التشكيلية .
ليست مدرسة تونس هي المسؤولة عن التردد على مستوى الإنتاج والعرض والنقد بل مانسميه سوق الفن هي سوق شحيحة تعمل في السرية والذي يسيطر عليها أما المحتكرين أو الجاهلين بالقيمة الفنية الحقيقية
أن الذين يقتنون هم الفرنسيين أو الإيطاليين وفي بعض الأحيان يقتنون أعمالا ليست أصلية هم يعتقدون أنهم بشرائهم لهذه الأعمال سيربحون من خلالها باعتبارها قيما ثابتة ليست كالأعمال التي انتجها الجيل الثاني والثالث وحتى الرابع .
التكالب ناتج عن هذه الأفكار الخاطئة التي يعتقدون فيها وهو وجود بورصة فنية في حين لا وجود لها البتة،  هي سوق سرية لا تعتمد على مقاييس ولا على معايير .
يتبع

تعليقات