معرض ناجح رغم كثرة الأخطاء

بقلم : محمد المي

كنت متخوفا من نجاح المعرض الوطني للكتاب التونسي لعدة أسباب لعل أبرزها هو عدم إقبال القارئ التونسي على الكتاب التونسي ، ربما ساهم في هذا الاعتقاد المكتبات التجارية القليلة التي لا تضع في واجهاتها وعارضاتها إلا الكتاب الأجنبي حتى بات في اعتقادنا أن الكتاب التونسي لا يباع إلا بفضل الكتاب الأجنبي.

ومأتى تخوفي كذلك من مكان المعرض أعني مدينة الثقافة لأن القراء تعودوا على معرض الكتاب في قصر المعارض بالكرم.

الحمد لله لقد كانت اوهامي في غير محلها ونجح المعرض نجاحا باهرا وهذا ما أكده لي العديد من الناشرين المشاركين في هذه الدورة التأسيسية والذين اعتبرهم مغامرين بل ممن يستحق أن يكتب اسمهم في  السجل الذهبي لتاريخ النشر في تونس لأنهم غامروا وشاركوا والحمد لله نجحوا ونجحت الدورة

نقائص الدورة

أبرز نقيصة هي ضعف الخطة الاتصالية أن لم نقل انعدامها فالومضة الإشهارية التلفزية لم تشرع في البث إلا قبيل ليلة أو ليلتين من انطلاق المعرض.
شارع محمد الخامس لا توجد فيه سوى لافتتين أمام مدينة الثقافة؟ وثالثة في شارع بورقيبة؟  والحال انه كان بالإمكان تكثيف الإعلام والمعلمات الإشهارية في مداخل العاصمة وأبرز الأماكن.

ثانيا : فشل حقيقي للندوات الفكرية إذ كان عدد المحاضرين أكثر من عدد الجمهور فضلا عن كون المحاضرات التي قدمت لم توثق؟ وكان بالامكان جمعها واصدارها في عدد خاص من مجلة الحياة الثقافية.

ثالثا : إلى حدود انتهاء الدورة الأولى لم يصدر كتيب توثيقي للفعاليات التي حدثت وهذا مؤسف لأنه ماذا سيبقى للذاكرة خصوصا وأنها دورة تأسيسية اي ان التوثيق لها أكثر من ضروري.

رابعا : انعدام وجود مشربة في المدينة وكان يمكن التعاقد مع مطعم أو مشربة مدة ايام المعرض.

خامسا : عدم صدور نشرية يومية إخبارية تعلم الزائر بالفعاليات الثقافية الموازية وتعطي فكرة عن الإصدارات والناشرين وتوثق للدورة الأولى.

سادسا : جناح وزارة الثقافة الذي كان في أيامه الأولى يشبه نهج الدباغين مجرد كتب موضوعة على حامل دون أدنى اجتهاد رغم أهمية منشورات الوزارة ولم يقع تدارك ذلك إلا بعد ثلاثة أو أربعة أيام من انعقاد الدورة ؟

سابعا : كان يفترض القيام بإحصاء عدد زوار الدورة الأولى وتوزيع استمارات لمعرفة اهتماماتهم وتقييمهم للدورة .

ثامنا : غياب إذاعة داخلية كان يمكن أن تسد عديد الثغرات والنقائص .

ورغم كل هذا هي دورة ناجحة

نعم هي دورة ناجحة نجح فيها الكتاب التونسي ونجح فيها الناشر التونسي ونجح فيها محمد زين العابدين اساسا لأنه عندما أشار إلى ضرورة عقد دورة لمعرض الكتاب في مدينة الثقافة الكل اعتبروا مقترحه غير منطقي وغير معقول ولكن اتضح صواب رأيه وصحة اختياره.

لماذا لا نعيد النظر في معرض تونس الدولي للكتاب؟

ألا يجعلنا هذا نعيد النظر في معرض تونس الدولي للكتاب؟  من حيث مكانه؟ وتاريخه ودوريته ؟
كل هذا نقوله آخذين في الاعتبار أن الدورة الحالية تأسيسية ولا بد من وجود أخطاء ويمكن تلافيها في قادم الدورات والتي ادعو إلى إلا تكون سنوية بل نصف سنوية وفي ذلك دعم للكتاب التونسي وزيادة في حظوظه وواسع انتشاره.

تعليقات