بقلم : محمد المي
كتاب هام في الثقافة التونسية أصدرته دار نقوش عربية للكاتب الروائي حسونة المصباحي عن الشاعر الراحل محمد الصغير أولاد أحمد عنوان هذا الكتاب :
احلام اولاد احمد الضائعة
يمتد على 200 صفحة من القطع المتوسط جمع فيه حسونة مقالاته وحواراته ورسائله المتبادلة مع الشاعر إضافة إلى ماكتبه اولاد احمد عنه .
الكتاب وثيقة حفيقة عن علاقة مثقفين تونسيين من الجبل الوسط وهما ممن تميز بالمشاكسة والرفض فحسونة المصباحي يكاد يكون جزءا من نسيج لا يكتمل النظر إليه إلا بمعرفة خالد النجار وفيلسوف التعاسة وأولاد احمد ....الخ إذن يجب فهم طبيعة هذا الجيل المتغاير والمتمرد على صمت الساحة الثقافية وهو جيل رافض أحدث صخبا في ثمانينات القرن العشرين وأطلق على أغلبهم صفة " الفتية الشرسين " لما تميزوا به في كتاباتهم المنتقدة والرافضة والمكسرة للطابوات.
علاقة حسونة باولاد احمد لا تحتاج إلى إثبات أو يمكن أن يطالها التشكيك فأنا محمد المي شاهد عليها فقط يمكن القول إن هذه العلاقة اهتزت بعد الثورة وشابها الكثير من التوتر بسبب عداء حسونة المفرط للثورة وولاء اولاد احمد المفرط للثورة وشخصيا اميل إلى مواقف حسونة لأنها الأكثر عقلانية وموضوعية.
نعم لقد شاب العلاقة بينهما في الأيام الأخيرة من حياة اولاد احمد الكثير من التوتر وخاصة بعد الحفل الذي أقامته لطيفة لخضر لأولاد احمد في المسرح البلدي واعرف التفاصيل المملة لهذا الخلاف.
وهناك من تدخل ليوغر صدر اولاد احمد ضد حسونة فضلا عن عنجهية هذا الأخير في مواجهة الأحداث واهتزازاته المفاجئة التي يمكن أن تنفر منه أقرب الناس إليه. لكن هذا لا يعني كره حسونة لأولاد احمد بل يؤكد حبه له فحسونة يرى أن أولاد أحمد جزء منه وكان رجال السياسة والثورة افتكت منه اولاد احمد لذلك سلط وابل غضبه ضدهم وضد اولاد احمد نفسه.
علاقة متشنجة ولكن في عمقها صفاء
الشيء الوحيد الذي لم يعجبني في هذا الكتاب ولا أوافق عليه حسونة هو ماقاله عن زهور أرملة الشاعر وفيما عدا ذلك الكتاب وثيقة هامة وجدير بالقراءة بل اعتقد ان صدوره قد تأخر كثيرا .
تعليقات
إرسال تعليق