عبد الرزاق الفهري : هكذا تعلمت ترميم اللوحات الفنية (2)

مشكلتنا في تونس اننا لا نقدر الكفاءات ولا نحسن تقييم الأعمال ولا تقدير الرجال عملا بتلك المقولة لا نبي في قومه فلو كان عبد الرزاق الفهري أجنبيا لرفعناه على الرؤوس،  لكن يبدو أن تكون تونسيا فذلك اول مشكل والغريب اننا نتباهى بأننا شعب عظيم !

حلق الوادي / تونس : حاوره : محمد المي

كانت الآفاق مفتوحة سنة تخرجي حيث تحصلت على منحة من الدولة لإتمام دراستي العليا في الفنون الجميلة بباريس وتحديدا في مدرسة الفنون الجميلة بباريس

دامت دراستي هناك حوالي أربع سنوات

شاركت في ثورة ماي 1968 تلك الثورة التي غيرت فرنسا وقلبت الموازين في العالم

في جوان 1973 أحرزت ديبلوما من جامعة باريس اختصاص فن تشكيلي.  كانت اقامتي هناك في إقامة مونسيني وقد تزوجت من امرأة فرنسية عرفتها في مدرسة الفنون الجميلة بباريس واسمها بريجيت لوساج وكتبت عقد زواجي معها في حلق الوادي وأنجبت ابني الأول واسمه زياد وهو متزوج وأب لثلاثة أبناء وزوجتي الأولى لاتزال على قيد الحياة والعلاقة جيدة بيننا إلى الآن.
كتبت عديد المقالات في جريدة لابريس حول الفن التشكيلي في تونس وعرفت في الأوساط كناقدة فنون تشكيلية .

سنة 1974 عند عودتنا إلى تونس قررنا عدم ممارسة أي عمل والتفرغ للفن .
لم أذكر لك اني تعلمت فن صيانة اللوحات في باريس عندما كنت ادرس في الفترة التي ذكرتها لك

تعلمت الترميم على يد جان بول لودار لمدة عامين حيث كان يرسلني لمتحف اللوفر لتقليد لوحات الفنانين الكبار قصد دراسة التقنيات التي استخدمها الرسام في رسم لوحاته

كان ذلك بالنسبة الي أولى عتبات التكوين ومعرفة تقنيات عمل الفنانين العالميين وهو في تقديري أهم درس يجب أن يتعلمه مرمم اللوحات ولعلمك فإنه لا توجد مدرسة لتخريج وتكوين المرممين في فرنسا في ذلك العهد .
كان من حظي تعلم ذلك .

س : كيف عشت عام التفرغ؟ 

ج : عشت للفن ومع الفنانين وقد كنت محاطا باناس احبهم. .تعرفت في ذلك العام على خالد قزمير والدكتور محمد الفراتي والمنصف القرقوري ومحمد العبروقي. ..كان جوا مفعما بجيل جماعة ماي 1968

سنة 1975 التحقت بوزارة الثقافة واشتغلت في دائرة الآداب والفنون مع المرحوم الطاهر قيقة وعلي بلعربي ومصطفى الفارسي والتيجاني زليلة ثم مع عزالدين المدني وسمير العيادي ومحمد المصمولي .

كنت مسؤولا عن الفنون التشكيلية في ذلك العهد واكتشفت اني لا أصلح للإدارة مثلما كنت صغيرا لا أصلح للدراسة

رئيسي في العمل في ذلك الوقت اسمه شمس الدين بن دامير الذي طالبني بالانضباط في العمل من حيث توقيت الدخول والخروج الشيء الذي جعلني أكره الوظيفة العمومية وأتأكد أن طبعي كفنان لا يحب الانضباط والانصياع إلى الأوامر.

أذكر أني أنجزت عديد المنحوتات التي زينت مداخل الإدارات في وزارة الثقافة وبعض الإدارات الأخرى .
يتبع

تعليقات