عبد الرزاق الفهري : هذه قصة رواق التصوير (5)

نواصل مع الاستاذ المعلم عبد الرزاق الفهري الحديث عن تجربة رواق التصوير أحد الفضاءات الثقافية التي خسرتها تونس على غرار عديد القاعات المسرحية والسينمائية والمكتبات التجارية.
لكي نفهم علة التراجع المعرفي والذوقي والأخلاقي لا بد من معرفة ماذا خسرنا وكيف خسرنا وماحجم الخسارة التي تكبدناها
الاستاذ الفنان القدير عيد الرزاق الفهري يقدم شهادة للتاريخ عن صفحة من تاريخنا الثقافي التي طويناها.

س : هل نفهم من كلامك ان رواق التصوير لم ينطلق من خط تحريري واضح ؟

ج بالعكس لقد أردنا القول إن تونس تتسع لجميع التجارب وجميع الأفكار ومختلف الاتجاهات والمدارس . لقد أردت أن أعطي نظرة بانورامية عن واقع الفن في تونس وكان ذلك منطلقا لإعطاء الفرصة للمتخرجين الجدد من مدرسة الفنون الجميلة فضلا عن الحزام الذي طوقت به نفسي من الصحافيين والمثقفين. 
المثقفون هم الذين يقررون ويحددون نشاط الرواق ولست انا
اصدقاء قاليري التصوير يحددون ماهية المعرض القادم لمن ؟ وماذا يعرض ؟ كانت أعمالنا وسيلة للتواصل والتقارب .
لم تكن اللوحة موضوعا ماديا بقدرما كانت قيمة تواصلية وتعبيرية لقد سعينا إلى تبديل مفهوم أن الفن التشكيلي يستعمل للزينة مثلما سعى جماعة مدرسة تونس لتكريس تلك الفكرة الهدامة
الهدامةلهذا السبب لم نهتم فقط بالرسم والنحت والحفر والصور الفوتوغرافية بل أكدنا على تحاور الفن التشكيلي مع الشعر والمسرح والسينما والتقاطع بين مختلف الفنون .
في ماي 1980 أقمنا معرض شعر رسم
شارك فيه : عبد الحميد خريف وسوف عبيد ومحمد الصغير أولاد أحمد ومصطفى حبيبي والشاذلي بلخامسة والهادي بن يوسف وهشام العش وتوفيق الماجري وجلال السنوسي وفوزي حسونة ولمين ساسي ونجا المهداوي ونجيب بلخوجة والهادفي الحفناوي وفتحي الشرقي وهشام بن عمار
كما تلاحظ هناك العديد من الأسماء التي اختفت وهناك اسماء لاتزال فاعلة في المشهد . هذا يعني أننا فتحنا الباب على مصراعيه لجميع الذين لم تتح لهم الفرصة للبروز والحضور .
لقد مكنا المغمور من الوقوف جنبا إلى جنب مع المشهور وهذا دور من الأدوار الذي قمنا به خدمة للثقافة الوطنية
يتبع

تعليقات