الزبير التركي كان مدافعا شرسا عن الفنانين (6)

ان هذه الأعمال تستنى دون تكون للدولة رقابة عليها هي غير مسجلة ولم يقيمها خبراء وليست موجودة في متاحف حتى تعطى لها القيمة .
بعض المحتكرين يقتنونها في باريس بأسعار بخسة وياتون بها إلى تونس لبيعها بأسعار مشطة لأنه في باريس لا يعترفون بتلك الأعمال.
في تونس هناك فكرة لا أعرف من أين أتت؟  لا أعرف كيف يقتنون أعمال الحبيب بوعبانة ؟ ثم يبيعونها في سوق مغشوشة .
ربما عندما ننشئ المتحف المنتظر وقتها سيعتمد على التاريخ والمسار الفني للفنان والتقييم النقدي له ...حينها سنفهم لماذا يقبل الناس على هذه الأعمال التي اعترف بقيمتها التاريخية والفنية ولكن قيمتها المادية زهيدة .
نظرا لغياب المنظومة ( الخبير ، والمتحف ، الناقد الحقيقي....الخ ) يبرز هذا التكالب غير المبرر.

س : إلا تعتبر أن جيل مدرسة تونس لم يكتف بالحضور الفني بل هو من عمل ( هنا اقصد على وجه التحديد الزبير التركي ) على تنظيم القطاع والتنظير له وخلق قوانين والدعوة حتى إلى تأسيس متحف للفن التشكيلي؟ 

ج : انا اقدر كثيرا جهود الزبير التركي وقد بقيت معه سنة كاملة في الحي الدولي بباريس ولذلك اعرفه معرفة دقيقة بعد أن كنت احضر معه في الاتحاد ولكن نظرا للخصومة التي كانت مع الجيل الثاني فإني كنت منتصرا للجيل الثاني الذي لم تكن له الحظوة المالية
الزبير التركي عندمآ رجع من باريس لم يكن في حوزته سوى راديو كاسيت وعاش يحلم باقتناء سيارة ولم يستطع الرجوع بسيارة من باريس بينما رجعت انا بسيارة ( يبتسم)
لقد عرض على الزبير التركي أن يبيع لوحاته بأسعار خيالية في باريس ولكنه لم يفرط إلا للترجي الرياضي التونسي بلوحة بيعت بالمزاد العلني لتعود أموالها للفريق . لقد عاش يحلم بإنشاء متحفه الخاص الذي أصبح بعد وفاته قاعة أفراح للاسف؟ !
الزبير التركي لم يكن ماديا يبحث عن المال كان يعتبر نفسه من أكبر الفنانين في تونس ويختلف في ذلك عن مدرسة تونس ...
كان له إلى جانب هذا الطموح الفني رأي في تنظيم القطاع والدفاع عن المنظومة التشكيلية وهذا ماجعله يتبوأ منصب نائب في مجلس الأمة وكان مدافعا شرسا عن الفنانين وحتى الذين ينتقدونه
يتبع

تعليقات