وضعنا في النشر يشبه الانتصاب الفوضوي (1)

شوقي العنيزي صاحب دار مسكلياني للنشر صنع اسمه في ظرف وجيز وهو ليس مجرد ناشر بل صاحب مشروع ويمتلك رؤية التقيته في معرض الشارقة الدولي للكتاب فكان هذا الحوار الخاطف

معرض الشارقة الدولي / محمد المي على عين المكان

س : كيف تقيم المشاركة التونسية في معرض الشارقة الدولي؟

ج : يمكنني الإجابة عن هذا السؤال في مستويين :

المستوى الأول : ذاتي ويتعلق بدار مسكلياني للنشر التي دأبت على المشاركة في معرض الشارقة منذ سنة 2009 وعرفت بالأعمال العالمية المترجمة ودراساتها الفكرية والأكاديمية.
أما صفة تونسية ونحن نتحدث عن أعمال مترجمة فإنها تتعلق بالتقاليد التي ارستها الدار في الترجمة وهي تقاليد كرستها الجامعة التونسية ومراكز البحوث ومختلف المؤسسات الثقافية مثل بيت الحكمة . فنحن لا نكتفي بالترجمة بل نراجعها عن أصلها وندققها ونحررها وكل مرحلة من هذه المراحل ضرورية من أجل الوصول إلى نتيجة تشرف الناشر التونسي وكذلك الشأن بالنسبة إلى الأعمال الفكرية والأكاديمية لأنها مرتبطة بتقاليد في الكتابة والبحث لا تجدها إلا داخل دائرة المغرب العربي .

أما المستوى الثاني فيتعلق برؤيتي لدور النشر التونسية عموما ولماذا لا يمكن أن تحقق وقعا في هذه المعارض والسبب يعود في نظري إلى تفرق هذه الدور وعدم تفكيرها بجدية في جناح موحد يوفر مساحة كبرى داخل المعرض يجعلها لافتة للانظار خاصة عندما نعلم أن عدد هذه الدور لا يتجاوز أربع دور نشر وبذلك لا يمكن أن نتحدث عن تمثيل حقيقي للكتاب التونسي بل عن مشهد مشوش يحتاج إلى مزيد التحفيز من جهة والى المغامرة من الدور الكبرى في تونس من جهة ثانية حتى نقدم فكرة حقيقية عن مشهد النشر في تونس .
لا يعقل إلا نجد دور مثل دار الجنوب وسيراس ومحمد علي وغيرها وهي دور عريقة في هذا المعرض ؟!

س : لكن بعض الدور نجدها ممثلة في جناح اتحاد الناشرين وهو حاضر؟ 

ج : جناح الاتحاد يبقى مرتبطا برغبة هذه الدور من جهة والسعي إلى إرضاء أغلب المنخرطين في الاتحاد من جهة ثانية لذلك فإن من ينظر إليه ينظر إلى إصدارات في مجالات مختلفة حد التضارب أحيانا وهذا يجعله أقرب إلى أجنحة الانتصاب الفوضوي لأنه لا يعكس خطأ تحريريا واحدا في النشر بل خطوطا متباينة ومتنافرة ومتعارضة وذلك طبيعي مادام الاتحاد لا يخضع منشورات منخرطيه إلى الفرز حسب طبيعة كل معرض .

يتبع 

تعليقات