واخيرا ديوان المناجل لمنور صمادح

بقلم : محمد المي

أذكر أني سنة 1998 شاركت في ندوة أعدتها بيت الشعر وأشرف عليها الدكتور محمد الصالح بن عمر ثم صدرت في كتاب عنوانه : منور صمادح في بيت الشعر
في تلك الندوة طلب مني الشاعر الصديق منصف المزغني أن أقوم بمراجعة الأعمال الكاملة التي أصدرتها بيت الحكمة سنة 1995 واعدها عبد الرحيم صمادح ( شقيق منور ) .

اعتمدت مراجعتي الأعمال الكاملة لمنور صمادح مقابلتها بالنصوص الأولى كما ظهرت في دواوين منور فوقفت على عدة أخطاء وتجاوزات من قبيل حذف ابيات أو مقاطع أو تغيير كلمات أو شطب تواريخ أو إزالة اهداءات. ..الخ .
طبعا اعتبرت ذلك أساءة للشاعر ومحاولة لطمس تاريخ لا يحق لشقيق منور أن يمارس وصاية أو رقابة على شقيقه.

في مداخلتي في ندوة بيت الشعر احتد النقاش بيني وبين شقيق الشاعر - رحمهما الله - وتواصلت العلاقة بيننا شبه متوترة من ذلك اللقاء إلى وفاته وما كنت أكترث لفساد العلاقة معه لاني اعتبر منور ملكا لتونس وليس حكرا على عائلة .
هذا يعني أن ما يعرف اليوم بالأعمال الكاملة لمنور صمادح وصادرة عن بيت الحكمة هي غير كاملة وتستحق إعادة التحقيق.

ديوان المناجل

خير تأكيد لكلامي هو ما وافاني به الاستاذ المحقق الدكتور منجي الكعبي الذي عثر في مكتبته على ديوان المناجل لمنور صمادح وبالتحقق من وجود هذا الديوان من عدمه في الأعمال الكاملة تأكد للدكتور الكعبي مايلي :

نعم هناك إشارة في الأعمال الكاملة إلى عدم وجود ديوان المناجل

اعتمد عبد الرحيم في جمعه وتحقيقه على ماوجده من ديوان المناجل في مجلة الفكر .
كل هذا جعل المحقق (المنجي الكعبي ) يقول :
تقصينا عددا هاما من التغييرات في الطبعة المنشورة سابقا من ديوان المناجل في " الأعمال " خاصة واثبتناها تباعا كما وردت في ترتيب المقطعات وبقية مواد الديوان وافردناها تحت عنوان " مقابلات تصحيحية..." وأغلبها تصحيحات وتسديد نقص أو بيان شطب وتعويض أو تقديم وتأخير أو تحوير في عناوين أو وهم في بعضها.

كل هذا يجعلنا نتأكد من صحة ما وقفنا عليه سنة 1998 في الندوة المذكورة ونشكر الدكتور منجي الكعبي على الجهد الذي بذله ليخرج هذا الديوان الصغير في حجمه والكبير في دلالاته حيث يعطي صورة عن الانتماء الفكري لمنور صمادح الذي أصدر ديوان المطارق ثم اردفه بديوان المناجل الذي أهداه إلى
ذكرى مكسيم غوركي كتاب " مدينة الشيطان الأصفر " فمن المعلوم أن منور كان مغرما بتوجه احمد بن صالح في ذلك الوقت وكان معجبا بالتجربة الاشتراكية وهو الذي كان يردد فذلكة ومزاحا
امريكا من : أمر   كان
والسوفيات من : سوف يأتي
أما قصة جنونه وارتباطها باختفاء زبيدة بشير فقد يأتي اليوم الذي أتحدث فيه عن هذا اللغز الذي لا يعرفه إلا قلة من أهل الثقافة والأدب.

على كل نشكر الدكتور المحقق الاستاذ منجي الكعبي على جهده المتميز وندعو إلى اقتناء هذا الكتاب الذي يباع بثمن قدره 20 دينارا

تعليقات