لماذا تغضب لزيارة ولي عهد السعودية...؟

لماذا نغضب لزيارة ولي عهد السعودية
ولا نعامل غيره من سفاحي
الغرب بالمثل

    أنا ضد هذا النوع من الاغتيالات سواء ما قامت به عناصر سعودية أو كان ذلك في أي قطر إسلامي أو حتى في العالم الغربي، لكن ما يحيرني أن ردة فعلنا تتجاوز حدودنا، وتمس من علاقتنا بأصدقاء بلدنا، ونطلب من حكومتنا أن تتصرف حسب جهلنا بالعلاقات الدبلوماسية، مما قد يتسبب لنا في قطيعة مع هذا القطر أو ذاك، ونكيل شتى الأفعال التي ننكرها بمكيالين، أمريكا قتلت في أفغانستان والعراق وسوريا والصومال وليبيا مئات الآلاف من الأبرياء ممن حتى لا يحملون أسلحة دون أن يكونوا حلموا بإذايتها، ومع هذا نكاد نحتفل بأي عضو في الكنقرس الأمريكي أو مجلس الشيوخ يحل ببلدنا ونكاد نرفعه فوق الرؤوس، أما والسعودية قد تخلصت بصورة مشينة بأحد منتقدي سياستها في أكبر الصحف العالمية والذي يطلق عليه في الشرع الإسلامي ـ خارجي على ولي أمره ـ وقد قال في أمثاله الرسول الأكرم ـ شر الخلق والخليقة كلاب أهل النار ـ فنحاول أن نعادي النظام السعودي ونتهم مال السعودية بالمال المدنس بالدماء، إذا كان كذلك فماذا عن الهبات الأمريكية والغربية أليست مدنسة بنهبها للثورات العربية والإسلامية، وأيديها ملطخة بدمائنا لمّا دجنت وجندت الدواعش فخربت العراق وسوريا واليمن وليبيا وتقريبا كامل العالم الإسلامي، وتمدهم بالأسلحة وتيسر لهم التحركات اللوجستية، لماذا لا نثور ونزبد ونعربد لمّا يزورنا أمثال هؤلاء من سياسي الغرب.
ولماذا لا نندد بروسيا ورئيسها بوتين وهو يرمي المدن السورية بالقنابل كما اتفق وقتل الآلاف وشرد الآلاف.
ولماذا نندد بالسعودية ولا نفعل ذلك مع قطر وتركيا وقد دفعتا بالإخوان المسلمين إلى خراب العالم العربي والإسلامي، وشجعتا على الإرهاب وتسببتا في مقتل الآلاف وخراب البلدان، وأين مواقفنا مع إيران التي احتلت  العراق وساهمت مع شيعتها في إبادة آلاف السنة وتشريدهم وكبلت لبنان بحزب الله وضمنت ولاء سوريا وهي الآن تدفع بالموالين لها من الحوثيين لإحكام القبضة على  السعودية والقضاء بالتالي على أهل السنة وإبادتهم من الوجود. النهضة من بداية مشاركتها في السلطة تحافظ على علاقتها بقطر وتركيا وإيران لأن هذه الدول عدوة السعودية وإمارات الخليج ومصر خاصة التي أوقفت مشروع الإخوان بإزاحتهم من الحكم.
  إن بلادنا دولة فقيرة في حاجة إلى كل معونات العالم شرقه وغربه فأبعدونا يرحمكم الله عن مثل هذه المشاحنات التي نحن في غنى عنها، واتركوا ساستنا بعيدا عن مثل هذه المواقف المعادية التي تحد من تحركنا الدبلوماسي حتى نضمن دعم الشرق والغرب ما قد يخرجنا من أزمتنا. فالدخول في سياسة الدول الصديقة قد يعرضنا إلى إقصاءات نحن في غنى عنها، إن ردّات الفعل غير المتزنة من بعض الذين يدّعون تمسكهم بالعدالة والحرية أن هذه الطروحات العادلة من رؤى مجردة قد تغنّى بها الغرب ولم يعمل بها و ترون فيه المثل الجدير بالاحتذاء، فهو قاهر شعوبنا وحكوماتنا بالاستعمار من قبل، وزرع فينا سرطان الكيان الإسرائيلي لقهرنا، وسلبنا ثرواتنا بأبخس الأثمان وكبلنا بالفيتو، والقروض المجحفة الفوائد، وتدخل  في سياساتنا واقتصادنا وغزا بعض بلداننا وقتل وشرّد الآلاف.
رجاء فكروا في مصلحة بلادنا وتخلوا عن الشعارات الزائفة التي اختلقها الغرب لنا لتكبيلنا بها وقهرنا، ولم تكن أبدا في تاريخه من صلب شعاراته، وجرائمه شاهدة على ذلك.
.
الناصر التومي

تعليقات