معرض الكتاب في تونس معرض للمصادح والشعارات


نواصل نشر الجزء الثاني من حوارها مع الناشر التونسي شوقي العنيزي الذي التقيناه في معرض الشارقة الدولي للكتاب وكان أبدى رأيه في الجزء الأول حول المشاركة التونسية خارج الحدود وسط الغياب اللافت لأهم دور النشر التونسية دون مبرر موضوعي !

س : أصبحت لك خبرة في مجال النشر ومعرفة بالمعارض الدولية للكتاب كيف

تنظر إلى معرض تونس الدولي للكتاب؟

ج : يصعب أن نجيب عن هذا السؤال دون تفكيكه فلمعارض الكتب أكثر من مستوى ففيها المستوى الثقافي المرتبط بالبرنامج الثقافي ومدى ثرائه وتنوعه وقيمة الضيوف المدعوين إليه.

وهناك المستوى الإعلامي الذي يرتبط قبل المعرض في إقناع الدور الكبرى بالحضور ويرتبط قبل المعرض بفترة وجيزة بالجانب الدعائي ثم بمواكبة المعرض وتقييمه بعد ذلك .

وهناك المستوى التجاري المرتبط بمردودية هذا المعرض لدى دور النشر .
وإذا كان معرض تونس الدولي للكتاب في المستوى الأول مقنعا إلى حد كبير فإنه في المستويين الثاني والثالث يكاد يكون أضعف معرض دولي عربي لأسباب عديدة بعضها موضوعي مثل انهيار العملة التونسية وكافة الناشرين القادمين من دول بعيدة ويزداد هذا الضعف حين نرى أن الجانب الإعلامي المتعلق بالومضات الإشهارية واللافتات الدعائية في كل مستوياتها ضعيفة جدا بل يمكنني أن اسوق لك نكتة في هذا السياق وهي أن الشركة المسؤولة عن تعليق اللافتات الإشهارية كانت تعلق هذه اللافتات في بعض المناطق بعد انتهاء المعرض.

في تقديري لا بد من تشخيص هذه المشاكل بجدية والتنسيق مع مختلف الأطراف المعنية بالكتاب وهي ليست كما يشاع وزارة الثقافة ووزارة التربية فقط بل لكل وزارة علاقة بالكتاب فلا يمكن الحديث عن إصلاح منظومة سجنية دون مكتبة حقيقية تناهض التطرف والانغلاق وتيسر اندماج السجين في المجتمع ولا يمكن الحديث عن وزارة الدفاع دون كتب تنمي الاحساس بالهوية والوعي به كذلك الشأن في وزارة السياحة ووزارة المرأة وغيرها من الوزارات وهذا يتطلب حسب رأيي إتاحة بنك المعلومات الخاص بالمشاركة في هذا المعرض لبعض الوزارات كي تختار ما ينسجم مع برامجها من كتب .

إذا ادمجنا المؤسسات والوزارات المختلفة في المعرض نضمن حماية مادية دنيا للناشرين فتنعكس على رواد المعرض من الأفراد فيما بعد. لأن الناشر الذي استرجع مصاريفه وحقق حدا معقولة من المكاسب من المؤسسات سيقدم للقارئ التونسي الفرد تخفيضات مهمة تقاوم انهيار الدينار وتحفز رواد المعرض .
إن معرض الكتاب في دوراته في العقدين الأخيرين معرض للمصادح والشعارات تعلو فيه الأصوات ماعدا صوتي القارئ والناشر على حد سواء.

تعليقات