عبد الرزاق الفهري : عزالدين باش شاوش وزوجته اغتصبا حقي (10)

نواصل سرد وقائع المظلمة التي تسلطت على الفنان الكبير الاستاذ عبد الرزاق الفهري وكيف تم افتكاك قاليري المدينة منه الشيء الذي جعله يعزف عن كل شيء تاركا اهل البلاء في بلاه كما يقول المثل الشعبي

حلق الوادي / تونس : حاوره محمد المي

أقمت عدة معارض أخرى لفنانين من الجزائر والمغرب وإسبانيا وقد افتتح محمد مزالي نفسه معرضا لإبراهيم الضحاك .
كنت القب نفسي بذي الرواقين : الرواق الصغير  ( رواق التصوير ) والرواق الكبير  (رواق المدينة ) ولم أكن أعلم ماتخفيه لي الايام،  كنت متماهيا مع الفن منصهرا في عوالم الفنانين بعيدا عن الضوضاء.

كان آخر معرض للفنان التشكيلي التونسي الكبير أحمد الحجري الذي كان مقيما في فرنسا واكتشفه الفرنسيون قبلنا وهو عصامي التكوين  ( أصله عامل كهرباء ) ولكنه فنان عالمي بأتم معنى الكلمة . انتبهت الدولة إلى أهمية الرجل وكتب عنه علي اللواتي كتابا فنيا فاخرا وقد قامت في تونس دعاية كبيرة لفتت الأنظار إليه وأسألت لعاب علياء بودربالة زوجة عزالدين بالشاوش وكانت الكارثة.

قصدت ذات يوم مشؤوم الرواق كعادتي فإذا بي أجد الأقفال قد تغيرت ومنعت من الدخول إلى الرواق الذي لا يحتوي لوحات احمد الحجري فقط بل حتى ملابسي ولوحاتي ودفاتري الشخصية واوراقي ووصولاتي المالية وكل شيء خاص بي

هكذا تمت العملية بكل صفاقة والغريب في الأمر أنها وجدت مساندة من طرف سلطة الإشراف وأعني وزارة الشؤون الثقافية إذ أصبح مخاطبها الوحيد هو علياء بودربالة والمصالح المالية فيها لا تتعامل معي وتغير المسؤول عن الحساب البنكي الجاري فجأة دون سابق إنذار. ..الخ

بين ليلة وضحاها تغير كل شيء ولم يعد بيدي اي شيء وكل الأبواب التي طرقتها وجدتها مقفلة أمامي ولا من مجيب لأن علياء بودربالة هي زوجة عز الدين بالشاوش المتنفذ وقتها.

طبعا تفرق كل من حولي من " الأصدقاء " أو من كنت اعتقد انهم اصدقاء ولم أجد منهم من يساندني ويقف إلى جانبي سواء من الفنانين أو الصحافيين أو المؤلفة قلوبهم.

من يقدر على معارضة محمد مزالي والبشير بن سلامة؟  وهما في صف عزالدين بالشاوش وعلياء بودربالة.

لقد هربت بجلدي إذ حاولوا تلفيق قضية سياسية ضدي أو هددوني بذلك بأني استقبل الشيوعيين في القاليري واوزع الخمر. ..وبدأ الملف في الإعداد

ماحيلتي انا الفنان ؟ هل ادخل في هذه المتاهات؟  فالفنان لا يعرف سوى فنه أما سلوك المافيات والعصابات فلا قبل لي بالمسألة والدليل انها مافيات وعصابات هو أن النظام بدأ في الافول

ماحدث لي كان مظهرا من مظاهر الخراب الذي حل بتونس سنة 1985 والحمد لله انتي لم اصب بجلطة أو ادخل مستشفى المجانين وقتها قررت غلق الباب على نفسي والانكباب على الترميم والالتفاف حول عائلتي التي وجدت فيها الإنس وراحة البال والسند العاطفي والمالي. كانت زوجتي سندا لي في محنتي فقد بقيت حوالي سنتين بلا عمل هائما، ساهما ،  شاردا ..
يتبع

تعليقات