عبد الرزاق الفهري : البشير بن سلامة ساهم في ظلمي (12)

هكذا نواصل الكشف عن صفحة أخرى من تاريخ الفن التشكيلي في تونس من خلال الحوار الذي نجريه مع الفنان التشكيلي القدير الاستاذ عبد الرزاق الفهري ومعها نطوي صفحة من صفحة المظالم التي سلطت على الفنانين في بلادنا فالاستاذ عبد الرزاق الفهري يرفض التعويض المادي ولم يلتجئ إلى الهيئات والمنظمات ولكنه فضل الحديث للذاكرة وللتاريخ فقط حتى يعرف الجيل الجديد ما حصل في بلادنا

حلق الوادي / تونس: حاوره محمد المي

بعد أن كنت موضع ثقة الدولة وصاحب الرواقين انقلب الموقف فجأة وصدمتني الرسالة التي امضاها وزير الشؤون الثقافية شخصيا؟  ما علاقته بهذه الحادثة؟  كيف تحول إلى مساند لطرف على حساب طرف آخر؟  لم يكلف نفسه مجرد التثبت في الأمر، لذلك هو ساهم في ظلمي حين مس من كرامتي ومارس علي سلطته فارهبني وخوفني في دولة لا عدالة فيها بل المحسوبية هي الأصل.

لقد حاولوا تلفيق تهمة الانتماء السياسي لي وهذه المسألة لا امتلك وثائق عنها إذ نودي علي في مركز الشرطة ونبهوني كشكل من أشكال التخويف والتحذير .
وقتها التجات إلى ابن عمي الجنرال في الجيش الوطني المرحوم عبد الحميد الفهري فقام بالتحري في المسألة فقالوا له أن المعني بالأمر له ملف سياسي . الشيء الذي جعله يجتنب متابعة المسألة؟ 

لقد حولوني إلى متهم بعد أن كنت مظلوما والى مطلوب بعد أن كنت طالبا فأنا لم أمارس السياسة مطلقا إلى يوم الناس هذا ولا علاقة لي بأي حزب سياسي .
كل هذا جعلني ادور في حلقة مفرغة وقد بدأ اليأس يلفني والوحدة هي رفيقتي  وانكفات على نفسي غير عابئ بأي شيء ...كما قلت لك عليه أصبحت هاربا بجلدي مطلقا الاروقة الفنية والمعارض الشخصية والجماعية عازفا عن المشاركة في الحياة الثقافية خصوصا وأن اصدقاء الأمس من صحافيين ومثقفين خافوا من مزالي والبشير بن سلامة.

شعرت بالوحدة والغربة في بلدي ولولا أسرتي ولوحاتي التي انكفات عليها لجننت وخرجت من جلدي.

هذا ما انتهى بي تاريخي رغم ما قدمت لبلدي إذ لم أكن مجرد صاحب رواقين فنيين أو مجرد منشط ثقافي بل صنعت فنانين وخلقت اسماء هي اليوم من أهم الأسماء في المشهد الثقافي لقد تحديت سلطة مدرسة تونس وسطوة جماعتها التي انزعجت من الضجيج الذي احدثناه

يتبع

تعليقات