ملخص مداخلة الدكتور معز الوهايبي

قيروانيات ح. ح. حسني عبد الوهاب: مدخل إلى تأنيث التّاريخ

قد يكون عنوان هذه المداخلة مُشِطّا؛ فلم يُعهد عن عبد الوهّاب أنّ مناصرة قضايا المرأة كانت همّا أساسيّا لديه، ولا نحن ننتوي أن نُدرج مؤلّفاته التّاريخيّة، أو بعضها، ضمن الكتابة النّسويّة. وإنّما وسمْناها هكذا من منطلق أنّ كلّ تاريخ هو تاريخ مؤوَّل بحسب ما يتدبّره به كاتبه ولكن أيضا بحسب ما يتقبّله به قارئه. ولمّا كنّا قد صادفنا في مقدّمة الطّبعة الثالثة (سنة 1965) لكتاب &شهيرات التّونسيّات& تنبيها من قبَل صاحبه على أن ينهض بعضهم باستكمال التّأريخ للنّابغات من التّونسيّات في تونس الجديدة وتحفيزا من لدنه على ذلك؛ فقد رجّحنا أنّه يأمل في توسيع هذا للمشروع المتّصل بـ&المباحث النّسائيّة&.

صحيح أنّ الاهتمام بالمرأة متفاوت الحضور بين مختلف مؤلّفاته؛ لكن ما يعنينا هو أنّه عندما أفرد للنّساء كتابا (شهيرات التّونسيات الذي كتبه سنة 1917، ثمّ تواترت طبعاته بعد ذلك بعقود) جعل من تراجمهنّ نوافذ يطلّ من خلالها على الأدوار التّاريخيّة على نحو ما جعل عليه الأمر في تراجم الرّجال في مؤلّفاته التّاريخيّة الأخرى. تراجم النّساء في كتابه هذا تذكّر برسم البورتريهات؛ وهو ما دفعنا إلى اعتبارها مدخلا إلى &تأنيث التّاريخ& الذي تحدّثنا عنه، في الطّور الأوّل من الاحتفاليّة بخمسينيّة ح. ح. عبد الوهّاب، على أنّه مشروع &تَوْنَسة& لديه.

تعليقات