في دلالات تكريم العرف

بقلم : محمد المي

تم اليوم تكريم الناقد الكبير أحمد حاذق العرف من طرف جمعية النقاد المسرحيين بمناسبة الدورة العشرين لأيام قرطاج المسرحية التي أشرف فيها العرف سنوات 1983 و1985 على قسم الإعلام والنشرية اليومية التي تصدر عنها وبذلك فإن هذا التكريم الذي جاء من طرف جمعية النقاد يؤكد مكانة العرف في المشهد النقدي وهو إقرار بدوره الريادي والطلائعي حيث كتب العرف مئات المقالات النقدية والمتابعات الصحفية وشجع الهواة وعرف بالمغمورين ولفت الأنظار إلى جهود الفرق الجهوية المتميزة  وغيرها من القطاعات المسرحية .

أما توقيت تكريمه ضمن فعاليات ايام قرطاج المسرحية فمن دلالات ذلك أن هذه الأيام التي بلغت سن الرشد ( الدورة العشرين ) إنما نتاج نضالات مسرحيين ونقاد أمثال العرف الذي يكن مجرد متابع أو شاهدا لم يشاهد شيئا كما يدعي من في قلوبهم مرض وهم إلى الجهل أقرب لأن من يطالع مقالات العرف في كتابه المسرح التونسي وعوائق التجاوز يدرك دون عناء أن الرجل كان يشاهد ويتابع وينقد ويضع اصبعه على وجع النص واخفاقات الكتابة ويشير إلى مشاكل المسرح التونسي مقترحا البدائل الممكنة.

اليوم لا غرابة أن يأتي هذا الاعتراف من لدن جيل العرف نفسه ممثلا في محمد مومن وفوزية المزي وحمدي الحمايدي ومدير معهد الدراسات المسرحية هشام بن عيسى وممن حضر مثل كمال العلاوي وحسن المؤذن وحليمة داود وحمادي المزي وعبد الحليم المسعودي وحبيب بلهادي وسليم دولة ونورالدين بالطيب الخ .

لقد حضر جيل من الشباب والوجوه الثقافية التي لا تعرف العرف إلا سماعا وما يروج عنه في وسائل التواصل الاجتماعي فكانت الفرصة اليوم للالتقاء بالعرف والتعرف عليه والانصات إلى جيله وهو يتحدث عنه وبذلك عرف اللاحق ما قدم السابق وهكذا فإن الثقافة تقوم على التراكم وضرورة اعتراف الجيل الجديد ماقدمه الجيل السابق .

تعليقات