شهادات للأمانة و للتاريخ

شهادات  للأمانة و للتاريخ :


الدكتور  عبد الاله المالكي في  مواجهة الهيمنة الاستعمارية  .


في فصل من فصول  مقاله يذكر الدكتور المالكي  حين يتحدث عن مواجهاته مع دوائر الاستعمار وأذنابه في تونس :  " في العهد البورقيبي كنت مراقَبا عن كثب واشتدت المراقبة الأمنية في عهد المخلوع اذ فاق عددالمشاركين  
 بالتقارير المغرضة بضعة آلاف من جهازي  الأمن والحزب الحاكم كل هذا ليس لأنني معارض لسياسات الحكم ،  فالمعارضة ليست ذات جدوى لمَّا يكون المعارض اسيرا مكبلا في السجن الاستعماري مدعيا الحرية لكن لأنني لم ابتلع الطعم الاستعماري واستعصىيت عن الاختراق المعلوماتي وأحمل فكرا تنمويا  مرتبطا  بالابحاث العلمية يتضارب مع المصالح
الاستعمارية ويقاوم تغولها وهي التي وضعت يدها على البلاد والعباد ".

يضيف :
الأمر الذي من شانه إن يغير معادلات خطوط الهيمنة الاقتصادية الممنهجة بالتالي محاولة لقطع الخطوط الحمراء المكهربه المحيطة  بمخطط الاستعباد و السيطرة  ولم يكن لي انتماء إلى اية جهة الا الوطن، في اوائل تسعينيات القرن الماضي ازداد خوفهم  السياسي بعد أن اجهضوا جل الأعمال التحضيرية التي قمت بها في تركيز مشروع الاكتفاء الذاتي الذي  كلف
بورقيبة 5 وزراء لمتابعته معي و تدخل الرئيس الفرنسي ميتران شخصيا مع بورقيبة بعنف لفظي لنسفه بالكامل والقصة معروفة وكان لي صدام مع وزير التعاون الدولي الفرنسي وقتها حيث ألقيت  في وجهه صورة  من جوازسفري
لافهمه  اني لست  عميلا من كلاب الخدمة لاستعماركم ،  انأ خادم وفيٌّ لبلدي المستعمرة من طرفكم  وكان المخلوع ملما  بالبرنامج بحكم انه كان رئيسا للحكومة آنذاك ولما انقلب على بورقيبة وأراد أن يلمع مجيئه إلى الحكم قرر ان يعيد الكرة لمحاولة إعادة مشروع الاكتفاء الذاتي الذي أعددته وهو مقتنع به وكلف مستشاره الاقتصادي محافظ البنك المركزي سابقا بمتابعته معي ،
وقد ابديت عدم رغبتي في الأول لاقتناعى بأن بن علي مرؤوس و ليس سيّد  قراره من طرف موكليه وخاصة الجانب الاقتصادي الذي يداربالكلية من طرفهم  
وتحت إلحاح مستشاره  الذي أصر على معاودة الكرة رغم اني شرحت له  الأمر وكان لا يريد أن يرد او يرفض لرئيسه طلبا  وبعد البدء في العمل تحرك العملاء من مواقعهم المفصلية وأجهضوا على المشروع بطريقة تعسفية إثر ذلك بدأت خطة البحث عن خيوط لتوريطي  امنيا و سياسياوانطلقت خطة
استقصاء كبرى  في الداخل والخارج شاركت فيها الفرق الأمنية المختصة بالداخل  والبعثات الديبلوماسية بالخارج وجاءت نتائج البحث إيجابية جدا حيث شهد الكل في الداخل والخارج بجدوى و إيجابية ماانا بصدد
عمله للفائدة الإنسانية بصفة عامة وتونس بصفة خاصة ،  وليست هنالك اية شبهة سياسية أعلموني بذلك وقالوا نحن أعطينا الأوامر لكل بعثاتنا الديبلوماسية بالخارج لتسهيل كل أعمالك وتونس فخورة بك وقال كبيركبيرهم 
 انني قلب تونس النابض في أروبا والعالم بالطبع هذه شهادة من الداخل لأنها صادرة من تونس إثر استقصأء معمق،  والظاهر ان هذه النتيجة التي اجمعت عليها المصالح الأمنية الداخلية لم تعجب الأطراف المتربصة  التي 
 اتجهت الى  مرحلة اخرى  لما لم تنجح في توريطي سياسيا وهو الأهم فستلتجئ الى التوريط القضائي والتشويه بغية العزل السياسي المستقبلي وهي لا تعرف أن النجاحات التي حققتها كان سرها ابتعادي عن السياسة  
 داخل السجن الاستعماري الموسع وقد بلغني هذا وبعد مدة قصيرة  عندما بدأت حملة تشويهية كلها افتراءات شاركت فيها كل الصحف على الإطلاق وقامت الداخلية بأمر من جهات مرتبطة معروفة... بفبركة قضايا كيدية تافهة وسيئة الاخراج بشكل ملفت  ولا تدل عن حرفية مهنية لا تظهر فيها اية  مخالفة 
 للقانون شكاياتها مكتوبة بخط يدوي واحد والشاهد الوحيد في جميعها هو مخبر من جهاز أمن الدولة مرتبط بالدوائر الصهيونية ذي أصول  تلمودية 
 من العائلات اليهودية القاطنة بباب الخضراء والتي زرعوا منها عناصركثيرة تحت
غطاء اعتناق الاسلام  وربطوها بدوائرهم الاستخبارية الصهيونية مما دعا وكالة الجمهورية بتونس الى رفض الشكاوي لعدم وجود أي جرم ووضوح الكيد  الأمر الذي دفع  مدير أمن الدولة شخصيا بالتدخل لنقل الشكايات كما هي الى محكمة خارج العاصمة وزيدت عليهم شكاية أخرى باسم المخبر الشاهد في الشكايات الاخرى وكلف المسؤول الامني الأول في المنطقة للضغط على وكيل الجمهورية ليقبل  الشكايات ويحولها إلى قضايا  لتصدر
فيها احكام  وكان له ما اراد . و شاء  ربك بعد  أيام ان تكون نهاية حياته في حادث فضيع تقطع فيه


تعليقات