المبدعون الراحلون الذين تميزوا بكتاب واحد في تونس

بقلم : محمد المي

لايزال محمد صالح بن عمر يعمل لإثراء المدونة النقدية التونسية حيث يجتهد ما أمكنه الاجتهاد ليؤلف بين أجيال من النقاد وأصناف من المهتمين بالأدب التونسي فيعقد لذلك الندوات النقدية ويقترح مواضيعها ويكلف من يكتب في تلك المواضيع ويهئ للندوة أسباب نجاحها من خلاص المحاضرين مرورا بحفلات الشاي وصولا إلى توثيق أعمال تلك الندوة واصدارها في كتاب .

كل هذا ولا تعضد جهوده وزارة أو مندوبية ثقافة بل يطوف برجال الأعمال ممن  درسوا معه وله بهم صلات شخصية حتى يحصل المال الكافي ليعد به ندوة عن الأدب التونسي. 

هو من المجانين الذين يؤمنون بالثقافة ويراهنون عليها ولا يريد لقاء ذلك جزاء أو شكورا .

هذه الندوة هي الثانية التي تنظمها دار إشراق التي تديرها زوجة ابن محمد صالح بن عمر فالأولى كانت عن الشاعر عبد الله مالك القاسمي والثانية اختار بن عمر أن ينتصر للمهمشين والمنسيين والمقلين في إنتاجهم على غرار الشاعر البوهيمي الراحل رضا الجلالي أو الشاعر صاحب الإعاقة الجسدية  ( كانت له حدبة ) ماريوس سكاليزي صاحب قصائد ملعون. ..الخ وهي نماذج لم تنل حظها من النقد والدراسة. ولم تنل من اهتمام الدارسين مايجعلهم يبرزوا بالكيفية التي تتناسب وحجم ابداعهم الذي لم يتميز بالكم بل بالكيف فرغم قلة إنتاجهم فإن ماخلفوه يعتبر مؤشر نبوغ وعلامة تميز.

لقد جند لهم محمد صالح بن عمر نقادا لينكبوا على دراسة إنتاجهم ويذكروا بمكانتهم .

ورغم اختلافنا مع هذا التصور إلا أننا نفرح ونبتهج لدراسة الأدب التونسي والتعريف بأعلامه مثل قليل الإنتاج مثل غزيره ولئن كان هذا فقط ميزة هذه الندوة فيكفيها لتكون ندوة ناجحة .

هي ندوة ناجحة لأن التمويلات المالية التي عقدت بها تكاد لا تساوي شيئا خصوصا إذا قارناها بندوات تتوفر على ميزانيات ضخمة  وأعمالها لا توثق ومواضيعها تافهة .

هي ندوة ناجحة لأنها حافظت على دوريتها دون تعثر فكثيرة هي الندوات التي تعقد مرة أولى ولا تتكرر مرة أخرى.

هي ندوة ناجحة لأنها اهتمت بالثقافة التونسية وسعت إلى تقديم أجيال مختلفة من النقاد وهذا يرجع فيه الفضل إلى الأستاذ القدير محمد صالح بن عمر الذي سيذكره التاريخ الثقافي التونسي كأحد أهم الغيورين على الثقافة التونسية.

تعليقات