أيام قرطاج الشعرية : مكسبٌ ثقافي أم مهزلة تاريخية؟

أيام قرطاج الشعرية : مكسبٌ ثقافي أم مهزلة تاريخية؟

بقلم / منير الوسلاتي

      
  عندما أذن السيد وزير الشؤون الثقافية الدكتور زين العابدين عن بعث أيام قرطاج الشعرية سنة 2018 هللنا وكبّرنا، وأسعدنا ككتاب وشعراء أن يكون للشعر هذه المكانة اللائقة في سياسة الوزارة والحكومة وازداد فخرنا بإطلاق البرنامج الوطني تونس مدن الآداب والكتاب،وكان تماهيا مع الأصوات المطالبة بربط سياسة الكتاب والنشر  بأشكال الاحتفال الثقافي بالشاعر والأديب،بمعنى ربط الانتاج الادبي  بمظاهر التكريم  وكان ذلك تصوّرا استراتيجيا للارتقاء بالكتاب من ناحية كمنتج فكري وثقافي ومضامين احتفالية ذات الصلة. غير أنّنا ونحن نراقب عن بعد أيَّام قرطاج الشعريّة التي لا نعرف فيها الاّ مديرتها الأستاذة الماجري(بقية الهيئة مغيبة أو أنهّم لا يملكون معلومات أو صلاحيات واضحة) برزت لنا عديد الملاحظات نسوقها للرأي العام الثقافي والادبي في سطور:

- أيام قرطاج الشعرية تظاهرة حق كل تونسي مبدع له الجديد وله حضور في الساحتين الوطنية والعربية من المشاركة وليس فضلا من جناب السيدة المديرة.عديد الشعراء التونسيين وممن صدرت لهم دواوين وكتب جديدة لم تقع دعوتهم،بل إن عددا من المدعوين "يسخنون لنا البائت من شعرهم" في حين أن المنطق الثقافي أن ندعو من لهم اصدارات جديدة.عطفا على فكرة ربط الانتاج الادبي بالحضور الثقافي في التظاهرات الكبرى... شخصيا من باب الفضول اتصلت بالعديد من الشعراء داخل الجمهورية ولا علم لهم بأيّام قرطاج ومتى تبدأ او تنتهي وما هو البرنامج  المزمع. بيت الشعر التونسي والذي يرأسه الشاعر الشاب أحمد شاكر بن ضية لا علم له ببرنامج أيام قرطاج سألت اصدقاء راسخون في الساحة واخرون جدد من الكاف وسليانة والقصرين وقفصة وتوزر ومدنين ونابل سوسة والمهدية وهم اسماء وعلامات خصوصا من موجة التسعينات بعضهم كفر بالساحة الادبية وانسلخ منها من شدة الاحباط واستفراد زمرة بعينها بجميع السلطات الشعرية في تونس.

- الضبابية المعتمة في إدارة أيام قرطاج الشعرية وحالة التكتّم في اختيار الأسماء لا نعرف مبررا لها الاّ تكريس الاستئثار بالمشهد وفرض الاختيارات دون جلسات تشاور وقد استقيت هذا من بعض أعضاء الهيئة الذين ليس لهم لا معلومات ولا حتى وثيقة اعتماد كعضو بالهيئة ..اذ قيل لنا ان الهيئة عُينت بالتلفون وأنّ الاقتراحات لا تدون في محضر جلسات بل هي هوائية مزاجية ، وغير مدروسة كما أن أحد اعضاء هذه الهيئة او بعضهم  لا يمتون بصلة اصلا الى الحقل الشعري بل عم ينتمون الى جمعيات لها طابع أدبي او تاريخي.اختيار الاسماء ليس على قاعدة التوازن الجهوي كان بالإمكان إشراك الجهات باقتراح الاسماء ونوع الفعاليات. 

- المفروض أنّ هيئة أيام قرطاج هيئة تعمل على امتداد السنة ولكن ما يبدو ان الهيئة تبدأ قبل اسبوعين او ثلاثة. وهذا طبعا لفرض سلطة الرأي الرئاسي المتفرد. 

- من ناحية التصرف المالي طالبنا منذ السنة الفارطة بكشف القوائم المالية لأيام قرطاج الشعرية من مبدإ حق النفاذ الى المعلومة بموجب القانون الاساسي عدد 22 لسنة 2016  المؤرخ في 24 مارس 2016 وفي نطاق المنشور عدد 19 المؤرخ في 18 ماي 2016 لرئاسة الحكومة والذي ينص على ضرورة نشر المعلومة بمبادرة ذاتية من الهيكل العمومي. وفي ظل عدم وضوح معايير خلاص الشعراء والأدباء نطالب بالتدقيق في هذه القوائم المالية للأيّام في دورتها الاولى. بل ونطلب من الهيئة العليا لمقاومة الفساد بالتدخل للتدقيق في وثائق الصرف المتعلقة بأيام قرطاج الشعرية. علما وانه لاتوجد معايير واضحة للخلاص فهناك من شارك  واستلم مبلغ 100 دينار في أمسية ضمن الايام وهناك من قبض 3000 دينار  وهناك من أُجّر على المتعارف عليه قانون 438. وهناك من شارك وأجره على الله... والمطلوب هنا توضيح معايير  خلاص الشعراء حتى نقضي على هذه المزاجية في خلاص المبدعين ورفع بعضهم والحطّ من شأن بعضهم فنعود الى زمن "خازندار أعطه الف دينار"...!     
- 
   لكي تتملص أيام قرطاج الشعرية من خلاص  عدد من الشعراء خصوصا الناشطين بالعاصمة تنظم مسابقة بين الصالونات بجوائز لا قيمة لها مقابل عدد المشاركين وهو نوع من الضحك على الذقون ايضا أن تشارك ولا تأخذ شيئا من بركات الأيام الشعرية...فقط الحصيلة "ياشاعر يا مسكين شاركت ولم تفز .."وهو نوع من التحايل على الشعراء والكتاب...ولا ننفي هنا اهمية التطوّع والتلقائية لشعراء لا يفهمون في جداول الحساب بل يشاركون عفو الخاطر في حين تقدم تقارير منتفخة عن الاكتفاء الذاتي من المشاركات  وحجم المشاركات بالمئات وأنّ أيّام قرطاج كالت فأوفت الكيل والميزان " ونحن نعلم لمن كالت فاوفت الكيل"...وسنفونية الشعر التونسي بخير والسماء صافية والعصافير تزقزق...   

تعليقات

  1. شاعر آخر من شعراء الزمان الأغبر والذي ابتلانا بهم الله هو منير وسلاتي شاعر متسلّق يحب البروز على حساب الأصوات الشعرية الهامة في تونس شعره مملّ ولا تجربة له ولا رؤية خاصة به يتطاول هذه الأيام على سيدة الشعر في تونس الشاعرة القديرة جميلة الماجري بكتابة مقالات تهجمية على شخصها لأنها لم تلتفت له ولم تدعه وهي التي لها اطلاع كبير على الساحة الثقافية وتميّز بين الشعراء الجيدين والمزيفين وواحد كهذا الشخص الذي يلهث وراء الدعوات للخارج ويوهم مضيفيه بأنّ له باع وذراع في المشهد الشعري بتونس كيف لا وهو يصدر وظيفته كمصيدة لأصحاب النفوس الضعيفة كنت أحيانا اعلق على رداءة مايكتبه فحضرني وهذا هو البؤس بعينه في ساحة اعتلى صهوة الشعر فيها الرديئون الوصوليون الذين همهم السفر واستغلال الفرص

    ردحذف
  2. كلهم متسلقون وكلهم حولوا الملتقيات الشعرية الى لقاءات خاصة تعتمد العلاقات الفردية فإن لم تكن لك معرفة بمدير المهرجان او باحد اعضائه فلن تقع دعوتك ولو كنت المتنبي في زمانه... وهذه مصيبة مهرجاناتنا الشعرية حتى لا اعمم

    ردحذف

إرسال تعليق