مهرجان جمعية رقش للفنون التشكيلية

مهرجان جمعية رقش للفنون التشكيلية
بقلم : محمد المي
اريد في البداية أن أحيي خالد عبيدة على ما يبذله من جهود تدل على رؤية حصيفة ووطنية نادرة
لقد اشتغل خالد عبيدة مديرا لمعهد الفنون الجميلة بسليانة لمدة ناهزت الثلاث سنوات ورغم انتقاله من سليانة إلى نابل حيث يقيم ويعمل الان فإنه لا يزال مشدودا إلى ربوع سليانة مصرا على العمل الثقافي فيها رغم أنه ليس من أبناء سليانة .
كان يمكن لعلاقته أن تنتهي بها بمجرد خروجه منها غير أن علاقته توطدت بها أكثر وهاهو يقيم الدورة الرابعة لمهرجان الفنون التشكيلية رغم الظروف اللوجستية الصعبة فسليانة لا تتوفر على نزل للإقامة على غرار بقية المدن ودار الشباب الوحيدة التي بها ظروفها غير ملائمة للإقامة ؟ طبعا هذا يشكل عائقا أمام الفعل الثقافي ويعرقل اي مشروع طموح مهما كان نوعه الشيء الذي يوجب الالتفات إلى هذه المسألة والنظر إليها بجدية.
أعود الان الى رهان خالد عبيدة على ولاية سليانة وعلى الفنون التشكيلية فيها حيث عمد إلى تأسيس ملتقى يجمع بين النحت والفن التشكيلي والفسيفساء إضافة إلى تنشيط ورشات للأطفال والدخول إلى مختلف جهات سليانة وقد كانت البداية بمكثر وكسرى.
شخصيا أتيحت لي فرصة المشاركة في هذا المهرجان ومعاينة مختلف التفاصيل والجزئيات الشيء الذي جعلني اعتبر خالد عبيدة مناضلا ثقافيا بامتياز لأن التحدي الحقيقي هو في اكتساح هاته المناطق المنسية والتي لم تنل حظها من التنمية ولا يشار إليها إلا كموطن للإرهابيين أو معابر للمهربين أما أن تأخذ حظها وتدخل في خريطة الإبداع ويشار إليها كمنطقة مبدعة فذلك غير معقول؟
وبما أن الشيء بالشيء يذكر فإني سأروي حادثة تتعلق بقعفور فقد طلب الفنان التشكيلي الزين الحرباوي دعما ماليا من الرابطة التونسية للفنون التشكيلية لإقامة الدورة الثانية فاستجابت هدى رجب رئيسة الرابطة للطلب غير أن أحد الأعضاء وهو جامعي ومؤسس للرابطة علق غاضبا وقال لهدى رجب :
حتى قعفور ولى فيها مهرجان للفنون التشكيلية يفترض الرابطة تدعم المحرس أو القيروان أو بنزرت لكن قعفور؟
نعم هذا ماقاله حرفيا هذا الجامعي والفنان سنة 2017

لذلك اعتبر خالد عبيدة الصفاقسي الذي يقطن نابل مناضلا ثقافيا عندما يصر على مواصلة مهرجان الفنون التشكيلية للمرة الرابعة ليترك منحوتات ولوحات تشكيلية وفسيفسائية في سليانة ويخلق حركية ثقافية في مدنها الداخلية متحديا قساوة الطقس والظروف اللوجستية المهترئة.
في كسرى وتحديدا في دار الثقافة أقيمت ورشات للأطفال الذين فاق عددهم الأربعين طفلا جاؤوا ليشكلوا عرائس الطين ويرسموا على البلور وقد عاينت بعض الأطفال وهم يذرفون الدمع لأنهم لم يتمكنوا من المشاركة في الورشات فتكتشف تعطش أبناء تلك الجهات للفعل الثقافي وتعرف اننا نهيؤ مشاريع إرهابيين إذا لم نعرف كيفية الإحاطة بتلك الفئات العمرية.
من هنا نثمن دور الجمعيات ومكونات المجتمع المدني ومن بينها جمعية رقش التي اتجهت وغامرت وراهنت على الثقافة في تلك الأماكن.
أيام الملتقى تقلب فيها الطقس ونزلت الأمطار وانخفضت درجة الحرارة وكتبت التلفزات  محذرة المواطنين رافعة درجة الحذر إلى أقصاها في 15 ولاية على رأسها سليانة الشيء الذي بعث القلق في أنفس الفنانين ولكنهم أصروا على مواصلة العمل في الملتقى وهناك من اقترح تأجيل الملتقى إلى وقت لاحق ولكن إصرار الفنانين المشاركين بعث الدفء في المكان وشجع على الإبداع.


إنه لا يمكن أن نطلب من الجمعيات أكثر من هذا لذلك فإننا تعد ماحدث مغامرة ابداعية

تعليقات

  1. ونزيدك محمد على حديثك على خالد عبيدة انّه طلب مني ومن وصال العربي بمقترح تاسيس مهرجان للفنون التشكيلية ببنزرت

    ردحذف

إرسال تعليق