ماهكذا يعامل السياب

بقلم : محمد المي

من بين الفقرات التي أثثت المربد زيارة مسقط رأس السياب في جيكور وزيارة نهر بويب الذي تغنى به وكتب عنه أجمل اشعاره.
طبعا حال جيكور ليس أفضل من حال البصرة فقد أخذت هي الأخرى نصيبها من الفوضى والاوساخ والإهمال والطرقات المكسرة والثنايا غير المعبدة فقد وصلنا إلى منزل السياب في ريف جيكور وما أن دخلنا حتى عثرنا على صور للسياب ووالده وشقيقيه مؤطرة في أطر مخجلة وموضوعة على القاعة وبيوت المنزل مغلقة لا نعرف مافيها ؟

الغبار في كل الأمكنة 
لا قصائد على الجدران 
لا صور للسياب 
لا مخطوطات 

مجرد فناء اثثوه بكراس وقيل لنا اهلا وسهلا بكم انتم الان في منزل السياب فانبرى الشعراء بهواتفهم المحمولة يلتقطون الصور لبعضهم والسلفي لأنفسهم سعداء بوجودهم فيما قيل لهم انه منزل السياب.



خرجنا من المنزل وقيل لنا تعالوا لتتفرجوا على نهر بويب الذي تغنى به السياب فإذا بنا أمام نهر وسخ مهمل يعج بالبعوض والذباب ومياه ملوثة كأنها آسنة .

طبعا كان يمكن تحويل منزل السياب إلى تحفة معمارية واستغلاله كمتحف فيه كتب السياب وما كتب عنه من دراسات وترجمات لشعره وربما مقتنياته ولباسه ككل المتاحف في العالم

في تركيا عندما تدخل متحف اية صوفيا تعرف ان الأتراك يبعون الوهم فهذه سن الرسول التي كسرت في غزوة أحد وتلك خصلة من شعره وهذه جبة فاطمة وهذا سيف علي ...الخ ورغم الكذب والدجل فإن الملايين يقبلون على ذلك المتحف الذي يدر المليارات على تركيا .

أليس بإمكان إخواننا العراقيين استغلال منزل السياب وتحويله إلى مزار؟  أو متحف؟  وفيه تباع صور السياب في الصحون والكتب والكراريس و..و..و..الخ 

ألم يكن بالإمكان صيانة نهر بويب وتنظيفه ووضع علامة عليه وتزيين محيطه والعناية به .

نسيت ان أقول أن تمثال السياب الذي تركناه على كورنيش البصرة طاله الصدأ في أحد جوانبه وبدأ طلاؤه يفسد ولا وجود لرخامة كتب عليها اسم السياب ولا تاريخ وفاته ولا اسم النحات الذي أنجز العمل الفني ولا تاريخ الإنجاز فقط عليك أن تعلم أنك أمام تمثال السياب؟

ملاحظات عابرة ارجو ان تؤخذ بعين الاعتبار إذ ما هكذا يعامل السياب!

تعليقات