حادثة القنطرة : إهانة للفن ام مكسب للفنانين؟

بقلم : محمد المي

على إثر الاعتداء الهمجي على جسر نهج قورش الأكبر تدخلت وزارة الشؤون الثقافية استجابة لنداء الفنانين وصيحات فزعهم على مواقع التواصل الاجتماعي وأصدرت بلاغا تاريخيا هذا نصه : 
      
 "في تواصل مع السيد رئيس الحكومة يوسف الشاهد و بتعليمات منه، و تبعا لطلاء و محو أعمال فنية رسمها تشكيليون على أعمدة قنطرة القرش الأكبر بتونس العاصمة، دعا السيد رئيس الحكومة وزارة الشؤون الثقافية و من خلالها الفنانين التشكيليين إلى استعادة أعمال المبدعين و الاستغلال الأمثل لهذا الفضاء بما يستحقه من جمال و فن و تعبير عن الحرية و التنوع. كما دعا وزارة الشؤون الثقافية إلى تخصيص الاعتمادات لهذا الغرض بما يمكن من توسيع مجالات التدخل نحو فضاءات جديدة تزيد تونس العاصمة بهجة و ألوانا و دعوة للحياة و الإبداع، مع تنسيق متصل مع وزارة التجهيز و الإسكان و التهيئة الترابية."


مايجب ملاحظته هو التالي :

اولا : هو تدخل أعلى هرم السلطة ( رئيس الحكومة ) وهذا أمر ليس بالهين إذا تأملنا في دلالته السياسية بما يعني :

فداحة الخطأ الحاصل

الاستجابة السريعة للفنانين باعتبارهم مكونا هاما من مكونات المجتمع المدني

ثانيا : القول باستعادة أعمال المبدعين

إقرار بأن الفضاء العام المعتدى عليه هو ملك للفنانين .

ثالثا : القول بتوسيع مجالات التدخل نحو فضاءات جديدة .

هو افتكاك لفضاءات أخرى جديدة كانت ممنوعة على الفنانين إذ من المعلوم أن الفنانين قد حاولوا بشتى الوسائل مواصلة تزويق بقية الجسور الممتدة في شارع الجمهورية وغيرها إلا أن وزارة التجهيز امتنعت وبالتالي أصبح من الممكن اليوم بفضل الحادث الهمجي استغلال الفضاءات " المحرمة ".

رب ضارة نافعة
أن الفعل الهمجي الذي تم على الأعمال الفنية نتيجة اجتهادات بعض الموظفين حققت مكاسب للفن وللفنانين على المستويين الرمزي والمادي وهذا يحسب بشكل أو بآخر لهياكل الفن التشكيلي من اتحاد ورابطة ونقابة.

العبدلية 2

طبعا هذا الفعل الهمجي يذكر بحادثة العبدلية غير أن الزمن غير الزمن فقد ولى زمن المهدي مبروك ومستشاريه ونحن الآن في زمن الوزير الفنان ابن الدولة الوطنية لذلك لا يسعنا سوى مباركة ما حدث واعتبار المكاسب الرمزية والمادية التي تحققت للفن والفنانين
الفنان التشكيلي رقم يصعب التلاعب به أو المساس بعمله.

تعليقات