المربد ماله وماعليه

بقلم : محمد المي

هي المرة الأولى التي أشارك فيها في مهرجان المربد الشعري ولم أكن أعلم أن المربد انطلق في العام الذي ولدت فيه .1971 وقد بلغ رغم ذلك دورته ال33 لأنه شهد سنوات توقف فيها ، إلا أن بريقه لايزال إلى الآن يخطف أبصار الشعراء وتقريبا أغلب كبار الشعراء العرب مروا منه ورغم محاولات تقليد المربد  ( مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري ) فإن المربد بقي مطمحا يتوق كل شاعر إليه.

سن المربد وسمعته ولأنه في بلد عريق اسمه العراق يفترض أن يكون نموذجا يحتذى في التنظيم ونوعية المشاركين وتميز دوراته خصوصا وقد رجع إلى البصرة منبته الأول ولم يعد صدام يهيمن عليه وانتهى عهد الساعات الذهبية والدولارات التي تصرف على الشعراء وانتهى عهد أصحاب البدلات العسكرية الذين يتصدرون الصفوف الأولى.

كل هذا يحمل المسؤولية للقائمين الحاليين على حظوظ المربد لنقول لهم ماذا فعلتم بالمربد ؟ وهل انتم في مستوى تسيير المربد ؟
الحق أقول إن المربد دون المستوى من حيث التنظيم والأسماء المشاركة فيه وقد لمسنا ذلك منذ قدومنا في مطار البصرة الدولي حيث هالني شخصيا أن أجد مطارا لا يدل  على أننا في دولة نفطية وهذا  كلام لا يعني منظمي المربد فقط أريد الإشارة لتنبيه السراق الجدد الذين يحكمون البصرة من السياسيين لأقول لهم عار عليكم ماتفعلونه بالبصرة وبالبصريين أيها اللصوص.

ما يهم لجنة تنظيم إعداد المربد هو الطريقة التي تم استقبالنا بها نحن الوفود التونسية والجزائرية والمغربية والتركية فقد بقينا أكثر من الساعتين في قاعة الانتظار والسبب هو غياب المحاسب الذي يستوجب وجوده على عين المكان ليدفع رسوم الفيزا؟  حتى أن أحد الذين استقبلنا طلب من كل واحد منا دفع 100 دولار أمريكي وعدنا باعادته إلينا فور وصولنا إلى الفندق؟ 

في الفندق وجدنا أنفسنا في غرف ثنائية  (كل شخصين في غرفة ) السؤال هنا إذا لا تتوفر لهيئة المربد غرفا كافية لماذا تتم دعوة عدد كبير من المشاركين لحشرهم حشرا

كان بإمكان الاكتفاء بنصف المدعوين مثلا مادامت الظروف لا تسمح فأن تدعو 20 شخصا وتحسن معاملتهم أفضل من دعوة أربعين شخصا وتسيء معاملتهم أو تخطئ في حقهم.

طبعا كان عدد الشعراء كبيرا وكل شاعر يدعى للقراءة يريد قراءة مجموعة شعرية كاملة والشاعر الذي يقرأ لا يبقى للانصات للشاعر الذي يليه فضلا عن الضجيج في القاعة وعدم احترام من قرأ لمن هو بصدد القراءة ؟

مازاد الطين بلة انك لا تعرف من سيقرأ في الأمسية أو الأصبوحة فالاسماء فير معلقة بل هناك من يتصل بالمعنيين ويتم إعلامهم سرا أما الجمهور فلا يعلم إلا صدفة ؟

أين ذاكرة المربد ؟

طبعا من نافل القول ان أقول اننا كعرب لا نحترم الذاكرة لذلك لم نجد كتابا يوثق للدورات السابقة وكان الدورة التي نحن فيها هي الدورة الأولى؟  من مر من المربد ؟ ماهو تاريخ دوراته السابقة ؟ متى انطلق المربد ؟ حتى الشاعر الذي كرموه وأطلقوا اسمه على الدورة لا نعرف أعماله ولا من هو ؟ ولا سبب اختياره للتكريم؟  
وفيما كانت الأمسيات والاصبوحات الشعرية تعقد في الدرك السفلي من نزل الشيراتون كانت الجلسات النقدية تعقد في أعلى الدرك بحضور عدد قليل من الجمهور وطبعا لم توزع نسخ من المحاضرات التي قدمت ولا وجود لورقة عمل توزع ولم تطبع الدراسات التي قدمت ولا أعتقد أنها ستطبع؟  من قرأها ؟ لمن قرأها!؟ الله ولجنة التنظيم فقط يعلمون. نحن لا نعلم ولا يحق لنا أن نعلم.


حتى التقاليد اختفت

من تقاليد المهرجانات الكبرى توزيع شهادات التقدير أو المشاركة على الحاضرين فلم توزع هذه الشهادات فقط وزعوا علينا تذاكر للأكل في مطعم الفندق لم نستعملها؟

لماذا كل هذه الفوضى؟  لصالح من ؟ لجنة التنظيم وحدها تمتلك الإجابة . إذا كانت الإمكانيات المادية قليلة فالأفضل عدم عقد الدورة أو الاقتصار على نصف المشاركين أن كان لا بد من عقد الدورة .

ليس المهم أن تقول اني فعلت بل المهم ماذا فعلت ؟ وكيف فعلت؟ وماذا بقي في أذهان الناس مما تدعي انك فعلت .
أرجو أن يتقبل الأخوة أعضاء لجنة تنظيم المربد بقلب واسع وصدر رحب ويعملوا على الأخذ بالملاحظات السلبية قصد تجاوزها في الدورات القادمة لأن المربد هو ذاكرة كل الشعراء العرب والغيرة على هذا المكسب تجعلنا نضع الإصبع على موطن الداء ونسمي الأشياء بمسمياتها.

تعليقات