أيام قرطاج الشعرية أم بيت الشعر القيرواني؟


بقلم / الشاعرة هدى الدغاري


أيام قرطاج الشعرية، تسمية تسحرك منذ الوهلة الاولى، لانها تذكرك بايام قرطاج السينمائية بسحرها وبريق نجومها، بفساتين النجمات المخملية، بانوثة ليلى علوي والحضور الطاغي ليسرى، ببساطة هند صبري وغنج الصبايا الصاعدات في عالم السينما، كلهن يبرقن بانتاجهن ويملان الايام بهجة، الرجال، النجوم متوثبون بربطات العنق، قاماتهم تحلم بالتتويج وهم يعتلون المنصّات ، ايام تاخذ لبّك وترميك في عالم ساحر، هكذا تصورت ايام قرطاج الشعرية ان تكون، ملتمعة، ساحرة، مثيرة، منطلقة كامراة متحررة من العقال!

كغابة مرعبة تسحبك من عتمة الى ضوء ثم ترجعك الى عتمة لتدخلك الى عوالم مشعة .. ان تكون نديّة، طريّة لا متجهّمه، كنودة، تقلب عينيها كتمساح بعيون ناعسة ... ان تكون اياما وارفة بافتتاح دافء ،ضوء خافت، صوت بحر ودندنة على خفيف، يسحر الجمهور، يعلو صوت شاعر من العتمة يتبعه صوت شاعرة ويعلو التصفيق! ايها الساهرون على ايام قرطاج الشعرية: الشعر سحر وانخطاف نحو اللامتوقع والمتفاجئ، لماذا تحوّلونه الى جنازة! لماذا تتصيدون المشاكل وتنفرون من المختلف والجميل وترتهنون الى قوالبكم الجاهزة وعلبكم المغلقة، الشعر طاقة! وطريقة حضور في العالم الشاسع،

 لماذا تنقلون بيت الشعر القيرواني الى العاصمة وتسمونه ايام قرطاج الشعرية! نادوا من تحبون ليس عيبا ولكن اجعلوا تحديكم في صنع فرجة لافتة في نسج بهرة قوية تسحر الالباب. تخلّصوا من قيودكم، تلك القيود التي لا تليق بجنون الشعر وعربداته لا رهبانية في الشعر ولا عرّاب!

ولست محتاجا ايها الشاعر ان تتقرب من كهنة الشعر حتى تحظى بالقبول، كن كما يحب الشعر، فلا سلطان غيره ومدير ايام اليوم ليس مديره غدا فهدّئ من روعك وابتسم!
الشعر انطلاقة فلا تطلب من الوهن التوثّب، ولا من الصّحراء أن تتحوّل الى غابة!


سانشره


طبعا
عجبني
رايك
عندك قدرة خارقة على كتابة المقال
اسلوبك
ممتع


Haut du formulaire
Bas du formulaire


تعليقات