أمراض السينما التونسية 2


بقلم : لسعد بن حسين

المرض الثاني : الجهل

قد يجد البعض اني اقسو على السينمائيين التونسيين او على بعضهم ولكن ثمة حقيقة يجب ان نصدع بها وهي محدودية ثقافة  اغلب سينمائيينا ان لم اقل جهلهم ، وهذا نابع من تكوينهم وتجارب حياتهم ، فمخرجونا اما درسوا في الخارج ( وأساسا بالبلدان الفرنكفونية  ) ويجهلون الثقافة التونسية المحلية ( ادب . موسيقى ، فنون تشكيلية ، تاريخ البلاد ،مسرح ) او هم من عائلات ميسورة سجلتهم في معاهد خاصة للسينما لا تشترط شهادة الحصول على الباكالوريا للتسجيل ، لغتهم العربية ضحلة والفرنسية أضحل ،لا يعرفون الفلسفة ولا العلوم الانسانية ، ويتعمدون الغياب عن الدروس ، ويجدون انفسهم ناجحين في نهاية السنة ، وتمنح لهم شهادة في الاخراج ،وبعدها بثلاثة اشهر يحصلون على بطاقة احتراف ...

او هم من منخرطي الجامعة التونسية للسينمائيين الهواة ، يدافعون عن مضامين سامية باليات اخراج ضعيفة او منعدمة ، تكونوا في نواد تجهيزاتها محدودة ومؤطروها هواة ، لذلك لم يستطيعوا التطور، ودخلوا مجال الاحتراف بانبهار ، منعهم من التقدم نحو الابداع ، رغم كثرة انتاج بعضهم  ...

وفي جميع الحالات هم مؤفلمون ( قادرون على صنع فيلم ) لا سينمائيون ثقافتهم محدودة ، وتجربتهم الاجتماعية والايديولوجية محدودة ، لا يعرفون عن أي قيم يدافعون في حكايات افلامهم التي لا يتقنون كتابتها .

جهل سينمائيينا يتجلى في غيابهم ( عدا قلة قليلة ) عن معارض الكتب والاطلاع على الادب التونسي ، وغيابهم عن معارض الفنون التشكيلية وجهلهم برموزنا في الرسم والنحت ،وعدم معرفتهم بجغرافيا البلاد اللهم ما عرفوه من افلام اجنبية تصور بتونس .
ومع الموجات الاخيرة من خريجي كليات السينما الحكومية والخاصة يتكاثر هذا النوع المحدود الامكانيات من السينمائيين الذين لا يملكون موقفا سياسيا ولا رؤية جمالية ولا خلفية ابداعية .

بعض هؤلاء وهم يكتبون سيناريوهات افلامهم الفاشلة ، يعمدون الى استخدام لقطات مأثورة في السينما العالمية ومحاولة اعادة انتاجها بصور رديئة ( الامثلة عندي بالافلام وبأسماء مخرجيها ، ربما نشرتها في دراسة خاصة بها : الكولاج في السينما التونسية ) .

تعليقات