كوميديا الدولة ....و شعب يتلاشى !
بقلم أحمد اللملومي مدنين
ڨد الخبزة ڨد المرڨة لفاضل ما ثماش ..." هي قصيدة لأحد أبزر الفرق الشعبية في جنوبنا الشرقي و مدنين بالذات ...طائفة غبنتن التي وصفت ببساطة هول كارثة تحدق بوطن يتلاشى ... في كوميديا2 للمخرج كيلاني زڨروبة و شركة شمس للإنتاج كانت هذه القصيدة مطلع المسرحية ...رفقة "البرويطة" في رمزية للبرويطة الشهيرة التي أشعلت فتيل الثورات العربية و لكن !!!!
مصائب تلو الأخرى عاشها هذا الوطن منذ إشتعال البرويطة و صاحبها ... طرح كوميديا2 لهذه المصائب كان كوميديا ساخرا لأبعد الحدود ...جمهور لم يتوقف على الضحك طيلة أكثر من الساعة مع أفراد هذا العمل الذين غطت وجوههم أقنعة الكوميديا دي لارتي ...لكني رأيتها أقنعة أخرى ..الأقنعة التي يضعها كل من كان سببا في هذا التلاشي لوطن أشتعلت فيه البرويطة بعد محاولة لحجزها من الدولة ...هذه الدولة التي تتمادى في خنق هذا المواطن يوما بعد الأخر .... من غلاء الأسعار الى الضرائب الى أبرز ظاهرة "الحرقة" ...من حادثة محلية لوفاة عشرات الشبان من جهتنا أنطلقت كوميديا2 ...غاصت و صورت هذه الحادثة بطرح كوميدي باهر
... لتختتم بقصيدة عن الحرقة لذات الطائفة مع رفع صور لضحايا حادثة غرق عدد من شباب الجهة .
الربط بين الضحك و الألم كان في لحظة ... نهاية جد قاسية لكوميديا ...عادت لنا فيها صور الألم ...شخصيا عادت أمام أعيني صور
العائلات أمام بيت الأموات في مستشفى صفاقس العام الماضي ينتظرون جثث أبنائهم ... صور انتشال الجثث أيضا من ميناء الزارات ... ألام عشرات العائلات على فراق أبنائها غرقا ... تذكرت أحمد و احمد و حمزة و طارق و غيرهم من ضحايا الهجرة ... ضحايا هذا التيار المتواصل ... ...مافيا ...تهجير ...إحباط...يأس .. ثم موت و قتل ... #نحن_هنا ... نعيش كوميديا الدولة على حال شعب نحو التلاشي
تعليقات
إرسال تعليق