حلــــــــــــــــــــــــــــــمٌ


حلـــــ
ـــــــــــــــــــــــــمٌ                    
                                                    منذر العيني 


بعدَ أن أغرقَ الآنَ في الحلمِ
جاءتْ تناوئُ صورةُ الأمّ في عرشهِ .
كنتُ أشحنُ ألْبومَ يومي بأعراسهِ.
كانَ يطبخُ مرقةَ حوتٍ .
 وفي الحلمِ الحوتُ رزقٌ ...
....هنا رزقنا .....
ندمٌ في سماءِ الغناءِ على درجاتِ الأثيرِ لِjean ferrat
بقايا سجائرَ "عشرونَ مارسَ أحمرَ"
مثلَ مقابرَ في منقعِ الحبِّ.
نظرةَ جنديِّ تونسَ من زمنِ الحربِ ضدَّ فرنسا
_فقل لي لماذا طبختَ بقيّةَ حلمكَ في رحلةِ الموتِ
_لماذا تقولُ كلامًا أنا لا أعيهِ
_صبرا . هناكَ ستعرفُ صمتَ الحديقةِ قدّامَ هيئتنا
............................
كانَ خلفَ جلستنا نبتتانِ هما الطّفلتانِ لكُنهِ الحقيقةِ ....
............واحدةٌ تشربُ الملحَ من دمعنا
...........و ثانيةٌ تشربُ الدّمعَ من صمتنا

_حسنا قلتَ. لم أفهمِ السّاعةَ الآنَ.
_هل تقصدُ الوقتَ ؟ الآنَ نحنُ نعيشُ على وقعها في فرنسا
_هيَ البنتُ تانيت؟
_ نعم هيَ .
_لكن لماذا تُقدّمُ عقربها ساعةً كاملهْ
_لكي أتركَ السّانَ و التورِفالْ يمورانِ في حلمنا .
 ألمْ ترَ كيفَ تركتُ الزّمانَ ورائي  
ووجّهتُ بوصلتي نحوَ ديارِ الفنيقْ .
...........................
سمعنا صوتَ جمهورنا من وراءِ السّتارةِ.
 كانت قصائدُنا متوتّرةً
 مثلها تكنسُ البيتَ والعارَ.
تحدجُ صورةَ ظلّهِ فوقَ زجاجِ العمارةِ .
..........................المخرجُ آنفضَّ من حولنا
" أكملوا فَصلكُم.
الفتاةُ هناكَ تُشاهدكم .
أحظروا كسرةَ الأمِّ
زيتَ القصيبةِ 
قارورةَ الtardi
وفاكهةً الغرسِ .....
.................كم آثرتْ عيشَتَها بينكمْ
وكم زاوجت بينَ حمحمةِ الرّيحِ
والرّقصِ في ناركمْ
وكم قاومت برد غربتها
بآئتلافِ الحكايا الغريبةِ
بينَ يُسرٍ وعسرٍ
 ولملمةِ الدّمعِ في عمقها.....
 
بما أوتيَ الآنَ من جُهدِ هذا الضّبابِ
كتبنا على لوحةِ النّورِ فصلَ الجحيمِ .
_العينُ بالعينِ قلتُ ولم أتردّدْ
_ صحيحٌ كلامكَ في الجمعِ يا صاحبي
فما قالهُ اليومَ حُلمي
نتافاتُ أجراسِ سعدي
بيارقُ بولْصْ
وأدخنةُ المتضائلِ أحمدْ سعيدْ.
فعاودني حسّهمْ.
فحدّقتُ في قهوتي .
كانَ فيها بقايا  الملاحمِ ................
........كنّا صغارا ندورُعلى شجر السّنديان
و كانَ الكبارُ يرشّونَ أدمعهم فوقَ أعضائها
ولكنْ على أثرالوقعِ
كانتْ تجيءُ فواجعها.........فجأةً .................
_لماذا قطعتَ وشائجها .
أكملْ الآنَ قبلَ غدٍ رُبّما حس ferrat
يُتوّجنا الختمَ بالموتِ من رقصنا.
................هنا المخرجُ آحتضنَ اللّقطةَ الأبديّةَ بالكَامِرا
و بشيءٍ من الطّهرِ
قامَ و صافحَ عقاربَ دارتنا :
" أنتما اليومَ في عهدةِ الرّيحِ فلْتذهبا حيثُ شاءَ الغيابُ و لا تسمعا هرجَ المنصتينْ ...."

...................................كأيِّ خاتمةٍ نقضتْ نفسها
وآحتفتْ بالغريبينِ
سألنا مقابرنا،
صورةَ الأبِ ، jean ferrat
نباتَ المحارةِ ،
هيأتها ،
هيأةَ الوجهِ للوجهِ على ضفّةِ السّانْ .
سألنا كيفَ نهزمُ فينا حلولَ العذاباتِ .
" الموتُ غرّتنا " قالَ مودّعنا
" إلجآ للشيوعيِّ الذّي رقرقَ الصمتَ من فمنا وآقربا هذهِ الشجرهْ ......................"
رسمنا على غرّةِ الموتِ أحلامنا
وكانَ النسيجُ يُداخلُ متنَ اللّقاءِ بسُدّةِ أجوائنا .......
_...........أناظرُ فيكَ الإلهَ يقولُ ويضحكُ للوجهِ في مائها
_قلتُ سامحها اللّهُ بنتُ الفنيق روت أرضنا
وآختفتْ تركتْ علقم الصّمتِ  في سيرةِ الحبِّ
 رشّت بهاراتها الدمويّةَ على جسدٍ ماثلٍ في صلاةٍ 
وهمّت إلى عهرها
 تمسخُ أوجهنا كلماتِ حدادٍ على المائدهْ........
_يسامحها اللّهْ........
....................................................
ومن الخلفِ
 أطلّت تباشيرُ أسمائنا
كنجومِ سماءٍ بلا تسميهْ
تدورُ على بعضها البعضِ
تَغرقُ الآنَ في الحلمِ
تطبخُ مرقةَ حوتٍ
بنكهةَ حُلمِ  لزوّارها ..................................

تعليقات