بَيـــــــارِقُ الرَّسم

بَيـــــــارِقُ الرَّسم

                                        منذر العيني 

الزّمانُ آنغلاق المكانِ على ضفّتين
و المكانُ آنفتاحُ الزمانِ
على ما يُصوّرُ
أو يرصدُ الماءَ في كلماتِ
تُجمّعنا بينَ سبتٍ و سبتٍ .
هم الأصدقاءُ يؤمّونَ دارَ الزّمان دارَ المكانِ
 أمامَ سرايا تواريخِ جوستينيا.
نحنُ في حوضها
بينَ حضرتها
نسكبُ الضّوءَ بينَ الثنايا
نمارسَ شطرنجَ حرفتنا
في زمانٍ هو الإنفتاحُ على أكثرِ الممكنات.................................
كنتُ أرسمُ ذاتي
وأسمعُ شعرَ الهُنيهةِ.
أكتبُ هذهِ تفعيلةُ المتقاربِ
هذا آنزياحٌ
وهذا زحافٌ
هذهِ العلّةُ آقترنت بآنتهاءِ الصّبابةِ .
في البدءِ الخطُّ
كانَ مرتجفا
يغلظُ فوقَ آنحداراتِ هذا الصعودِ
.....أُبيّنُ أكثرَ
كانَ يرسمُ نهرَ دجلةَ حسبَ آعتقادي
وإلاَّ لماذا هناكَ مصبٌّ وحيدٌ لكلِّ آختلاجاتهِ؟.
أهوَ البحر ! بحرُ العرب !
 ربّما.
أهوَ القبرُ في الحلمِ ؟
أم هوَ ماذا ؟
سأسألهُ عندما ينتهي
 وقد ننتهي في البدايةِ نفسها.
كانَ يفكّرُ
كنتُ أفكّرُ
 كنّا نفكّرُ.
ما الأمرُ؟
الرّيشةُ الآنَ تسقطُ برقا
 تؤَكّدُ خطّا رقيقا
يُداورُ بينَ آنعطافاتِ رأسٍ
وبينَ سبيلٍ تُرى من بعيدٍ دما
يسيلُ من الرّوحِ.
تظهرُ الصّورةُ الآنَ
 درويشْ نزارٌ أملْ.......................... 
و لكن هناكَ على جهةِ الرّكنِ
 تبدو المساراتُ محفوفةً
بآنتشارِ دوائرَ مسدودةٍ من علٍ
وبها ثقبٌ تشعلُ النّارَ للحلقهْ
مثلَ أزهارِ بودلارْ
وجوهَ زبيّرْ
تقاسيمَ موزارْتْ
وقد رُسمتْ بلا أيِّ آعتناءٍ كبيرٍ .....
هيَ الصدفةُ الخارقهْ .....
ربّما ......... 
فما الفرقُ بينَ رائحةِ اليدِ
وهيَ تعمّرُ صمتَ الفراغِ على متنها
و بينَ رائحةِ الفكرِ
وهوَ يرتعشُ الآنَ في الصّمتِ
يأكلُ ممّا تجودُ بهِ نكهة الأصدقاءْ.....................................
المكانُ آنغلاقٌ على دفّتين.
 سألتهُ
_أهوَ البحرُ يا صاحبي
_إنّهُ القبرُ في الحلمِ
_في الإستعارةِ برزخُ أحلامنا
_لا.
هناكَ حياةُ المجانينِ
يلتقطونَ بهاراتها من فم الغرباءْ
_ و لكن لماذا نقشتَ على حافّةِ الرّأسِ دائرةً
تشبهُ عينَ الإلهْ
_أي نعم
إنّها هيَ
عينُ الإلهِ
أليسَ في آحتداماتنا
ما يشي برهبةِ أرفيوسْ
 أما عشتَ أنتَ
أو العكسَ
وهْوَ أنا
رؤْيةَ الغيمِ يمطرُ بعدَ غدٍ.......
 و قدْ أمطرتْ بعدَ غدٍ...
أي نعمْ إنّها هيَ
عينكَ
عينُ الإلهْ .

المكانُ آنفتاحٌ على د فّتينِ.
زمانٌ يواربُ ألحفةَ الوقتِ قلتُ
_أيسمَعُكَ الآنَ بارطْ
وأنتَ تؤكّدُ عشقكَ للنصِّ من شفةِ الغيبِ؟
كيفَ عشقتَ بيانَ الكتابةِ في رسمكَ اللّولبي ؟
كيفَ لنا أن نؤوّلَ موتكَ
 في جبهةَ الحربِ
 بينَ خطّينِ يتّجهانِ إلى آخرِ القبرِ.
الأوّلُ آنزاحَ منكسرًا نحوَ منعطفٍ مُغلظا سكّةَ الدّربِ
و الآخرُ آحتشدَ اللّونَ مستترا بينَ إمضاءِ فانْ غوغْ
و زخرفةِ الماءِ في قسماتِ الطّريقْ
_ربّما قلتَ حقّا .
 لمن عشقَ الدّربَ
 نافورةُ الوهمِ....
اُنظر ألم ترها ؟
إنّها العينُ
مصفاةُ أعمى
ترمّمُ تجويفةَ القطراتِ .......
هنا نقطٌ
ذاتُ أنسجةٍ
تتفرّعُ ضوءًا
 تشابهُ أظلافَ ميرو .......
و هذانِ مُتّجهانِ إلى آخرِ الخبرِ الحقِّ .......................
إن كانَ بحرًا .....
أقولُ بلا أيّ آنزياحٍ لعلّهُ بحرٌ  
و إن كانَ قبرًا ......
أقولُ بلا أيّ آعتراضٍ لعلّهُ قبرٌ

_إنّهما سيرةُ الرّوحِ
 بينَ زمانينِ
يرتطمانِ على كفِّ عفريتْ
وأمكنةٌ تشغلها العينُ
وهيَ تفيضُ من الدّمعِ
إنّهما عقربانِ يدورانِ على مهلٍ
 يرسمانِ فُجاءَةَ عبقرَ ......................
هذ اآرتسامُ يدٍ توردُ الماءَ للقلبِ
 كي تتورّطَ أكثرَ في حبِّ موعدنا .

..........................................................................................................................
قمت وحيدا أودّعهم
 ومعي بعضُ منّي
 يرافقني نحو مجهولنا
 نرسم البحرَ و القبرَ
بين تلويحةِ الخطّ للخطِّ
و بينَ أمكنةٍ
هيَ أزمنةٌ فالتهْ .............................................

تعليقات