الأعمال الكاملة لمحمد المصمولي (1)

بقلم : محمد المي

سعدت بتلقي هدية من صديقي الكاتب الكبير محمد المصمولي،  تتمثل في أعماله الكاملة التي تجاوزت ال1100 صفحة وجاءت في ثلاثة مجلدات وبذلك يكون ثالث الثلاثة وأعني

عزالدين المدني 
احمد حاذق العرف 
محمد المصمولي


الجامع بين هؤلاء هو حركة الطليعة الأدبية وعدم الانتماء إلى المؤسسة الجامعية. ويمكن أن نقول أن العرف كان هامشيا فيما كان المدني رسميا بحكم عمله في جريدة العمل والمصمولي كان يشتغل في الاذاعة وكان لكل هذا التأثير الكبير على المسار الفكري والابداعي بل إن المصمولي اشتغل مديرا لداري الثقافة ابن رشيق وابن خلدون ولئن نجح في الاذاعة فإنه فشل في إدارة داري الثقافة  ولئن عرفت أعمال عزالدين المدني وطبعت فإن المصمولي والعرف كانا يعدان أدبين بالثقة فالعرف عرف بكتاب المسرح التونسي وعوائق التجاوز والمصمولي عرف برافض والعشق معي الا في السنوات الأخيرة التي بدأ فيها المصمولي يهتم بالنشر .

صدور الأعمال الكاملة من هذا المنطلق يعد كسبا للثقافة التونسية وإضافة حقيقية للمكتبة التونسية حتى يعرف الجيل الجديد الحجم الحقيقي للكتاب المتقدمين في السن والكتابة وحتى تتاح الفرصة للنقاد لدراسة المنجز الإبداعي لهؤلاء.

هل يعرف العديد من المتابعين للشأن الثقافي أن هناك أسماء هامة ووازنة أدبيا وتاريخيا لا كتب لها ؟ مثال ذلك :

جلال الدين النقاش الذي لا ديوان له ؟ ومحمد بن فضيلة لة كتاب له ؟ ومحمود بورقيبة لا ديوان له ؟ ..الخ .

اعرف انه لو تعلقت همة باحث من الباحثين بأحد هؤلاء لجمع له كتابا أو ديوانا ولكن إلى اليوم لم يتم ذلك ! ولم يتمكن هؤلاء وغيرهم في حياتهم من طبع أعمالهم نتيجة ظروف معينة مما جعلنا نقول عنهم انهم أدباء بالثقة.

هم أدباء ونعرف إنتاجهم ونثق في منجزهم ولكن غيرنا لا يعرف ولا يدري حتى تلاشت أسماؤهم وصفاتهم ولو سألت عن حظ معرفة الناس بهم لما تحصلت على ربع معلومة عنهم والحال انهم ملؤوا الدنيا وشغلوا الناس عندما كانوا أحياء.

أغلق هذا القوس لأعود للحديث ع صديقي المبدع محمد المصمولي وأعماله الكاملة .
لنا عودة

تعليقات