ساعة الطلق


بقلم : منذر العيني

لا أحدًا صدّق ما حدثَ ليلتها. كنتُ متعجّبا لِما كان يحصلُ بينهما. المسكينة التّي جاءها مكتوبها على حينِ غفلةٍ رضيت بهِ زوجا . 
باحت للّيلِ قسوته بلّلت العتباتِ بدماءِ الدّيوكِ السّوداءِ تيمّما بالولّي الصّالحِ الذّي كانت تُسرُّ لهُ كلَّ عشيّة جُمعة ما كانَ يعتملُ داخلها و كانت تُعطي "للبابا" ملاليمها حتّى يباركَ مجيئها للأعلامِ الخضراء و لوحة التّاريخِ المنقوشةِ بِعنايةٍ قدّامِ التّابوت .
هوَ لم يكن زوجا كانَ شيئًا آخرَ لا أكثرَ عندما يُغدِقها بوابلٍ من السّبابِ. الأشباحُ في الغرفةِ كانت تدرأُ عنها غضبهُ إذ كلّما همّ بِضربها إلاّ ودُقَّ بابُ الدّار

_من

_اِفتح يا محمّد

_أُمّي ! ؟ مابكِ جئتِ في هذهِ السّاعةِ هل حصلَ مكروهٌ. ما بها أختي صارَ لها شيء !؟ ضربها ذلكَ الأحمق سأريهِ ماذا يفعلهُ الرّجالْ !؟

_ لا لا..جئتُ لأحيِّ زوجتكَ على ما فعلتهُ معي . حملتني إلى المستوصفِ و قدّمت لي الرّعاية اللاّزمة . أحاطتني بعطفها وأنا الآن حملتُ معي شيئا من قطرانِ الوليّ لتضعَهُ على حافة السّريرِ لتبعدَ عنها النحسَ و تنفتحَ أجنحةُ الغيبِ لكما . ضع هذا في سترتكَ . أرتهُ رأسا يشبهُ طلعَ الثّعابين .

أينَ هيَ ؟ أعطها هذا ، أرتهُ شيئا من عسلِ على سطحهِ لون أحمر يشبهُ دمًا ،و قل لها إنّها هديّتي . سنرى بعضنا غدا افعل ما آمركَ بهِ اللّيلةَ . اللّيلةَ بالذّات قالت لي حاجبة الوليّ

و كذلك نصحني البابا يوحنّا صاحب دكاّنة العطورات الفريدة و لوازم الدفن .

برأسينِ ...هنا على الكاتبِ لأن يحدّدَ .....يكفينا تلاعبا بالمشهدِ

الورقة الأولى أشرفت على النهاية والمستمع قلقٌ بشأنِ الأنثى .

لا أحدًا كانَ يُصدّقُ ما حدثَ ليلتها عندما فتحت المراةُ سرّها للرّجلِ السّكرانِ كانَ طيرًا  بحجمِ إنسان يهبطَ عليها رأسهُ فمهُ منقارُ هدهدٍ يطرقها لثانيةٍ ثمَّ ينفضُ ريشهُ و يخرجُ عبرَ النّافذةِ متوتّرًا .

توتّرت المسكينةُ. زوجها تقيّأَ ما في جوفهِ. ديدانٌ ترعى داخلَ الغرفةِ و أظافر تقفزُ مثلَ ضفادع خضراء مواءاث قططٍ صغيرة تركن ناحية العتبة رائحة ميّتٍ تنثر عبيرها بين الأرجاءِ .

_ أنا سأُجنُّ ما بكَ يارجل أفقْ من أطعمكَ هذا الحساءْ أينَ الوليّ أينَ أمّكَ أينَ البابا لينقذوننا من كلّْ هذا اُنظر بطني إنّها تتورّم كما لو أنّني حاملٌ اِستدعِ لي القابلة هيّا اِذهب فورًا سأموتِ هنا بينَ الحياةِ و الموت .

عُواءً أجوفًا كانت رائحةُ الطّلقِ. المرأةُ تومئُ للنساءِ أن يخرجنها من كابوسها الفظيعِ. اللّهُ ينتظرُ آخر الدربِ

والملائكة حولها قابعات .مثلَ فراشة طارت المرأة من الغرفةِ إلى بارئها و آثارُ الضّرب على كتفها دوائرً زرقاء قد زيّنت الجناحين . من بعيدٍِ في سمائها السّابعة اجترعت مرارة لقائها الأوّل بهِ .

حينَ دُفنتْ في جبّانةِ الغرباءِ لم يصدّق أحد أنّ النّفاس كان ولادةً و موتا في آن .

كم تحسّرَ المسكين حينَ لدغها على بطنها الملآنة إثر سكرته المعهودةِ . لم تُسعفها طرقات الحماة هذهِ المرّة و لا توسُّلاتِ أشباحِ الغرفةِ .

..................صورةُ الطّاهر الحدّاد على صفحة الحوادثِ ذرفت دمًا . الجريدة يومها بيعت آلاف النسخ ..
الحدث لم يكن هيّنا على القارئ..

تعليقات