رسالة طه حسين إلى حسن حسني عبد الوهاب

بقلم / محمد  المي


عثرنا على رسالة تثير عدة تساؤلات وجهها عميد الأدب العربي طه حسين عندما  كان وزيرا للمعارف المصرية  إلى العلامة حسن حسني عبد الوهاب عندما كان وزيرا للقلم والاستشارة التونسية  نورد النص الكامل لهذه الرسالة المؤرخة بشهر يونية / جوان 1944 وسنذيلها بجملة من الملاحظات التي عنت لنا ونحن بصدد مطالعتها
النص الكامل للرسالة

من وزارة المعارف المصرية إلى وزير القلم والاستشارة التونسية

على ذكرى المعري

اتصل معالي وزير القلم والاستشارة أميرالأمراء صاحب السعادة سيدي حسن حسني عبد الوهاب برسالة خطية من مكتب المستشار الفني لدى وزارة المعارف العمومية الدكتور طه حسين بك ننقلها إليكم
حضرة صاحب السعادة حسن حسني عبد الوهاب باشا
أحييكم أصدق تحية وأشكركم شكر عارف لمروءتكم مقدر لمسعاكم الموفق الكريم متعكم الله بالصحة وأضفى عليكم برود العافية في ظلال الطمأنينة والنعيم.

تلقينا بالشكر رسالتكم السامية وفيها من ذخائر المخطوطات

1_2 مجلدان أحدهما برقم 4564 والآخر برقم 4565 يحتويان على شرح ابي عبد الله البطليوسي لديوان سقط الزند وبعض قصائد من اللزوميات

3 نسخة من ديوان سقط الزند برقم 4563

4 نسخة من رسالة البطليوسي يرد فيها على من اعترض عليه في شرحه لسقط الزند .

5 مجموع فيه عدة رسائل منها رسالة البطليوسي المتقدمة وهذه الكتب أمانة لدينا أيضا سترد إليكم بعد الانتهاء من الاستفادة منها وقد رغبت إلى اللجنة التي تعمل باشرافي في تحرير آثار ابي العلاء أن أبلغكم شكرها لكم واعجابها بكم وتقديرها لمجهودكم ولا سيما سعيكم الحثيث في البحث عن الذخائر العلمية بالمكاتب العامة والخاصة جزاكم الله عن العلم والمروءة خيرا .

أما هدية خالد إلى أخيه مؤنس فقد تركت في نفسنا جميعا أحسن الاثر وأعمقه فله ولكم الشكر مضاعفا وسيكتب مؤنس إلى أخيه خالد معبرا عن شكره راجيا له أن يمده بما ينقصه من الكتب الفرنسية وقد ابرقت إليكم راجيا أن ترسلوا بحثكم عن دخول أدب المعري إلى المغرب لينشر مع التقدير والشكر في المجلد الأول مقدمة للجهد التونسي لإحياء ذكرى ابي العلاء فأرجو أن يصل إلينا هذا البحث قريبا ولكم وللاستاذ خالد من الأسرة كلها أصدق التحية واخلص الود .

يونية سنة 1944

الإمضاء _ طه حسين

السؤا الذي  يطرح  نفسه  اثر قراءة هذه  الرسالة  هو كيف كان التعامل مع المخطوطات التونسية ؟ فهذه الرسالة نشرها حسن حسني عبد الوهاب نفسه في مجلة الثريا عام 1944 مما يعني أنه لم ير حرجا في اعارة مخطوطات تونسية خارج تونس اي انه لا وجود لقانون مانع أو رادع 

السؤال الثاني يؤكد أن حسن حسني عبد الوهاب قد أهدى أو أعار مخطوطات تونسية لغير طه حسين اذ أن للرجل علاقات متعددة خارج تونس فمالذي يمنع أنه قد أعار أو أهدى لغير طه حسين؟

بالعودة الى الفهرس العام الذي أعده الأستاذ عبد الحفيظ منصور حول مخطوطات حسن حسني عبد الوهاب لم نعثر على المخطوطات التي أشار اليها طه حسين فقط عثرنا على مايلي

شرح سقط الزند لأبي العلاء المعري 1057/449
عبد الله بن محمد البطليوسي 1227/521

بما يعني أن بقية المخطوطات المشار اليها لم يرجعها طه حسين الى حسن حسني عبد الوهاب  او ان هذا الأخير تخلى له عنها  ؟ 

نلاحظ أن كتاب المنتخب المدرسي من الأدب اللتونسي طبع سنة 1944  بالمطبعة الأميرية بالقاهرة ونشر من طرف وزارة المعارف المصرية وتحديدا في شهر سبتمبر أي بعيد هذه الرسالة بثلاثة أشهر ؟  فهل  ان ذلك كان انطلاقا من قناعة طه حسين وزير المعارف آنذاك بضرورة التعرف على الأدب التونسي ؟ أم انها طبعة محاباة ومجاملة لحسن حسني عبد الوهاب على هذه المخطوطات التي فوت فيها بالاعارة أو الاهداء؟

أسئلة تظل قائمة ومشروعة خصوصا وأن تونس استقبلت طه حسين سنة 1957 وكان حسن حسني عبد الوهاب من بين مستقبليه 


تعليقات